الجمعة، 16 سبتمبر 2022

الحدق يفهم بقلم علوي القاضي

الحدق يفهم
د/علوى القاضى
تجمهر أهل القرية عند منزل أحدهم حيث الصراخ والعويل قد ملأ سمائها 
... فقد أهملها صاحبها فى أن يمدها بالماء وقد إشتد الحر والقيظ وأرادت الماء فوضعت رأسها داخل الزير لترطب قلبها بمائه البارد 
... وبعدما شربت حاولت إخراج رأسها فلم تستطيع 
... إنها بقرة أبو سويلم ذلك الفلاح الذي يعتمد بعد الله على لبنها ومنه يصنع زبدته وجبنته والفائض يبيعه ليلبى إحتياجات اسرته من تعليم وعلاج وخلافه من أسباب الحياه
... حاول الجميع إخراج رأسها ولم يستطع أحد أن يفعل.
... فقد تجمدت عقولهم وتوقفت عن التفكير ولم يكن فيهم رجل رشيد
... وانبري أحدهم قائلا :  
.. هروح لأبويا العمده هو اللى حيحلهاده عقله كله مفهوميه وحلال المشاكل
... وفعلا لم يتوان العمده فحضر مسرعا وعاين الموقع وفك التجمهر وطلب سكينا وذبح البقره ثم جلس متكئا على الدكه
... فقال الفصيح أحدهم : 
لكن ياعمده الراس لسه فى الزير
... فرد عليه العمده : إخرس ياوله انت حتعدل على ابوك العمده لاعاش ولا كان ياشوية بقر
... هات لى ياواد ياسويلم الفاس 
... وقام العمده بكسر الزير وأخرج رأس البقره ثم إتكأ ثانية على أريكته وهو يرشف ماءا باردا والناس من حوله يلهثون عطشا وكلهم حزن علي البقرة وصاحبها لأنها مصدر رزقه الوحيد 
... وتقدم اليه أبو سويلم وسأله مالك ياعمده إنت حزين كده ليه؟! 
... وكان متكئا ثم إعتدل وقال له : 
.. انا مش زعلان على نفسي ولا حاجه ياوله أنا زعلان عليكم 
... مش عارف من غيري كنتم حتعملوا إيه يشوية غنم
... هاتولى الواد الل قال إن راس البقره لسه فى الزير 
... ياللا ياشيخ الغفر خده على الدوار لازم تدفعوا تمن اللى عملتوه
... إبقى قابلنى لو رجعت لدارك تان
ماعاش ولا كان الل يعدل علي أبوه العمده
... يجعل بيت الطيبين عمار
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلكِ قصائدي بقلم علاء فتحي همام ،،

فلكِ قصائدي / أهيم تائها بخيالها   وجمالها يجول ويُصخِب يدنو نحوي يُداعبني ولعينيّا يُسامِر ويَجذِب والدموع تشكو فِراقا  فنهر العشق لا يَنض...