مع آخر قطارات الليل
أكون بإنتظارها في محطة الفجر
أعرف أنها جاءت تغازلني
و تنثر أشواقها فوق أشواقي
كما تتناثر العطور من أفواه الزهر
أقرأها بصمت آخر إبتسامة حزينة
أقرأها وأنا أسمع دمدمت المطر
و بكاء العصفورة السجينة
فأتردد بركوب السفينة
وأنسى قرار السفر
وأنسى لون الشراع وموج البحر
ولا أعود أذكر شيئاً
سوى أني أحبك أيتها الفارسة العنيدة
فيتبدل شعوري بالهزيمة إلى نصر
حين تجتاح كلماتك ليل عيوني
حينها تجتاحين ظنوني
كما تجتاح الموسيقا صمتي و سكوني
أكشف لك نقاط الضعف في حصوني
ويأخذني قلبي للأسر
حينها أشتاق إليك ويتملكني طيفك
ويزيد في أسري اسر
حينها
أشعر أني أنطونيو
جاء من بلاده البعيدة
جاء بمفاتيح روما ليقدمها لملكة مصر
الجميلة العنيدة
من يعرف الحب سيدتي
قلبه لن يعرف المكيدة
فالقلب يا حبيبتي
لا يجتمع بداخله الحب مع الغدر
لاتقفي خلف الاسوار وحيدة
سأكتب لك قصيدة
إمتطى صهوة القصيدة
وإقتحمي يا فارستي كل أبواب القصر
فالعاشق لا ينتظر أذن الدخول إلى القلب
لا يمنعه نهى ولا أمر
سيدتي لنتحدث قليلاً عن الشعر
أتعبتني عيونك وكتابة الشعر
أتعبتني طفولة الأمواج وتقلبات البحر
جفّ نبض القلم ما بين مدٍ وجزر
تقرأين الكلمات بشهية وتسلبيها
حقها بالنشر
تقبلين الأعذار و لا تقدمي عذر
سيدتي
مضى القطار خارج حدود الصبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق