"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"
الاحزاب ٧٢
كل مخلوقات الله عز وجل أبت أن تحمل أمانة التكليف أن تختار أن تفعل أو لا تفعل ، إلا الإنسان ...
تلقى النفخة الروحية من الله رب العالمين فسواه وأحسن خلقه ، ومنذ أن سرت الروح في جسده ، ليكون سيد هذا الكوكب بكل مافيه بعد أن سخره الله له ... أبى إلا أن يكون وحده هو السيد ، وتجرأ على الكفر والعصيان ...
حين احس ان له عقل ، وأشرق الوعي في جنباته ، وسرى الرشد في كيانه ، وملئت الغبطة في جنباته ، إطمئن وركن إلى نفسه وظن انه يقدر على هذا التكليف ، ورغم إشفاق الله عليه إلا أنه فتح صدره وتصدى إلى تحمل الأمانة التي فرت منها جميع الخلائق ...
كتب على نفسه أن ينشغل ليعرف حقيقة وجوده ومصيره في هذا الكون ، ليبحث وينقب عن كل غموض اكتنف عقله ، وسعى جاهدا ليتملك ويسيطر على كل ما حوله في هذا العالم الجديد الذي أنزله الله إليه ليعيش فيه ...
رغم شقاء الرحلة ، ورغم مر المعاناة فيها ، لم يتركه الله نهبا للشيطان ، ولكنه ارسل إليه النبيين والمرسلين ليقودوه إلى شاطئ الله أمنا مطمئنا ...
فللاسف حاربهم وقتل منهم ، وأصر على إستكباره وتعنته انه هو السيد الذي يعرف حقيقة مصيره ، فأغواه الشيطان وكان من الضالين ...
اللهم الا فئة قليلة تمسكت بإيمانها بالله وطمعت فيما عنده من جنات ونعيم ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق