الأحد، 9 أكتوبر 2022

مأساة إنسانية بقلم صلاح الورتاني

مأساة إنسانية 

كم من واحد يا سادة 
في عصرنا الحاضر 
عصر التخاذل 
يأكل من المزابل 
وهناك في الطرف المقابل 
من يجلسون على الموائد الفاخرة
يملؤون البطون 
ولا يهتمون بمن يعانون 
همهم الراحة والإستجمام
والرقص مع الغواني 
والآخر في الضفة الأخرى 
من هذا العالم يعاني 
وآخرون سماعون للأغاني 
بعد ذلك لا يستحون 
يرفعون أيديهم لربهم 
يتضرعون بأن ينزل المطر 
ليزول عنهم كل خطر 
حتى لا تجف السدود 
وهم من هؤلاء الفقراء 
يهربون ولا يجودون 
يتركونهم في برد الشتاء 
وحر الصيف في العراء 
آه وآه من غضب السماء
يخسف بالكل الأرض 
مادام هناك من يلتجىء 
لسد الرمق من المزابل 
يدس رأسه في الحاوية 
ليقتات من الفتات 
رأيته وربي بأم عيني 
بكيت وبكيت وعدت 
لا أفقه شيئا مما رأيت 
بقيت أفكر طويلا واهتديت 
بأن الله لن ينصرنا 
بأن الله سيخذلنا 
لأنه العدل الحق 
لا يريد ظلما للعباد 
هل تراجعتم عن غيٌكم 
يا أسياد ويا عباد 
عباد أمثالكم يعانون 
وأنتم غير مكترثين 
ما هذا ما الذي يحدث
في عالمنا الحزين 
كف يا قلمي عن الكتابة 
عد للرتابة 
واسمع صوت الربابة 
وصوت الناي الشجي
 
صلاح الورتاني // تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...