وارنستو تشي جيفارا
ذات ليلة مولعة بالحنين
حيث كنت لوحدي وسط هذا الصمت الحزين ..
حيث تعزف الروح لحن حزينا يصبح الكلام مدينة من الصمت أشيع احلامي لمثواها الأخير..
اخاطب نفسي لاقنعها بأن البقاء بغرفتي وبرفقة أشيائي أفضل من هراء العالم بالخارج
وفجأة سمعت صوتا يصيح بي ..
انتظر قليلا لا تشيع احلامك لربما غدا ستمطر السماء وستجد الكثيرون من حولك ومعك
في البدايه ارتعبت كتيرا
وخانتني يقظتي
.
. من يدخل الي دون استئذان وكل الأبواب مغلقة
التفت اليه وكأني متعب من السير
احقا هو..
تمعنت به كثيرا. نعم نعم تذكرت ملامحه التي لن انساها وكيف انساه
أنها ملامحه...
ابتسامته شكله لم يتغير سوى أنه كان يرتدي لباسا أبيض يشع منه النور
وليس كعادته بالزي العسكري وقبعته التي خلدها التاريخ وسيجاره الكوبي
عرفته ولا ادري ان كان يعرفني
ولمادا يعرفني .??
التفت الي مبتسما على الرغم من تعبه ..
.لا شيء يؤذي الروح اكثر من بقائها عالقة في مكان لا ينتمي إليه
سألته
وهل يحلم الأموات مثلنا..?
فقال..لي..نعم وما زلت أتألم..وما يقلقني هو مدى وحشية هذا العالم البائس وقسوته
والست انت القائل..احلامي لا تعرف حدود كل بلاد العالم وطني وكل قلوب البشر جنسيتي..?
استرق السمع وبدأ يتحدث بصوت مطرب حزين
وما أريده قوله لك لا يكتب
لا يهمني شكلك ولا اصلك ولا أموالك تهمني شخصيتك وقلبك اخلاقك ضميرك
فأجبته ودمعتي قد خانتني..
لا شيء يشبه شيء ولا احد يعوض غياب احد اشيائنا المختلفه أن ضاعت ليس لها بديل ..انت لا تعرف معنى ان تخدعك الخطوات تركض وتركض تم لا تصل إلى حيث تريد أن تكون أمام طريق مغلقة
نظر الي نظرة غضب ودون أن يدعني استمر في حديثي ..قال.
منذ ولادتي الأولى كانت قصة الألم في مخض الحياه ..ولدتني الحياه من المها واكتشفت أن الألم هو سعادة الحياه ولن يكون لدينا ما نحيا من أجله أن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله
آه أيها الرفيق
انت تفهم معنى أن تكون ممتلأ بالغضب بالحزن
بالندم بالحب بالكراهية بالحنين باشياء كثيره لم تخترع لها اللغه الفاظا بعد
تخيل رفيقي أن حيرتي مصدر هده الدمعة
وكعادتة
قاطعني بالجواب
الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعيين ولا تخترع المعجزات ..كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهم المفقود
ولكن ..ولكن أيها الرفيق
مرض التفكير ليس له علاج
حتى وان استطعت أن تنام ستحلم بما تفكر به
اكثر ما يوجع أن الحياه دائما تمنعك الأشياء الجميله في الزمن الخطأ
في المسافه الخطأ وفي العمر الخطأ
آه يا رفيقي
ماذا أحاول أن اشرح لك
لقد افسدنا حاضرنا حتى غدنا نسير بلا بوصلة ودون معرفة الطرقات التي نسلكها
قلوب كثيره مدماه من وخز الانتظار يقفون مصلبين كاعمدة مطفاة الانارة
كثيرون
شيعوا الوطن وهو على قيد الحياه فلا تعجب وكأنك تهرب من الحياة فتصدمك الحياة
رسمنا طريقا موحدا وكل واحد منا سار في اتجاه
ورد علي بهدوء وكأنه يواسيني
انتقم بنجاحك. اقتل بصمتك عاقب بغيابك انتصر بابتسامتك
وان كرامة الإنسان هي الخط الاحمر الذي دونه الموت
وخير لنا أن نكون واقفين مرفوعي الرأس من أن نموت
راكعيين
واقول لك لا تكن محايدا في حب بلادك بل متطرفا حتى الموت
وانا قد عرفت أن ما يؤلم الإنسان هو أن يموت على يد من يقاتل من اجلهم .
وبالرغم من ذلك كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء والبائسين والمظلومين وأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.وسابقى ااوقظ العبيد ليتحدثوا عن الحريه وبكل حماس
وود اضاف
مزقوا أحلامكم السوداء وارسموا عل ورقة بيضاء أحلامكم الخضراء لتعبروا هدا الليل
حقا لا بد أحيانا من لزوم الصمت حتى يسمعنا الآخرين
وابتسامة مليئه بالتفاؤل والحياه
أردت أن أخرج عن النص لاساله عن المرأه
فرد علي وكأنه يلقي قصيدة غزل لحبيبته ويداه كانه يمسك بها الكون
انها الرفيقه انها الوطن انها الحيا ة
وتسرقنا اللحطات كعادتها بسرعة
وقبل أن يغادر غرفتي
ذكر كلمات لن أنساها أبدا باقية كالوشم ..
لقد اتعبني الموت فإنني ما زلت أحس على وجهي بالم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هدا الدنيا
انت فعلا أيها الرفيق تشي جيفارا شعلة الأمل والبحت عن الحريه والحق والعدالة
حقا انت لا تعر ف مدى قوتك حتى تجد نفسك في موقف ليس أمامك سوى أن تكون قويا
رفيقي تشي جيفارا
ما اجمل عناق اللقاء وما أسوء عناق الفراق
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق