الأحد، 9 أكتوبر 2022

النصف الآخر من المرآة بقلم أحمد طلبة

( النصف اﻵخر من المرآة ) بقلم أحمد طلبه. 
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
شرخ كبير وجرح عميق مزق المرآة الي نصفين نصف بات ﻻمعا مشرقا يبادلني اﻹبتسامه كلما نظرت اليه. والنصف اﻵخر بات باهتا مظلما تتدلى منه خصلات بيضاء علي وجه شاحب يحاكي ذكريات فائته. ...أين ذهب نصف العمر اﻵخر هل أصبنا بالزهايمر. .أم نحن من تعمدنا أن نتجاهل ملامحنا الباهته في المرآة. .وأصوات الشرخ الذي يخبرنا بقرب الرحيل. 
كبرنا بالمواقف التي وقعت كما الصاعقه بالتجارب التي لم نختر أن نخوضها.بالأوقات الطاحنه والسيئه. .كبرنا يوم أن وثقنا بهم ثم أفلتوا أيدينا في منتصف الطريق.حين طرقنا علي أبوابهم مرارا ولم يجيبوا. .حين إخترنا الصمت لغة رسمية للتعبير عن كل جراحتنا.كبرنا بعد أن أصبحنا كومه قش ليتهمونا زورا وبهتانا أننا نخفي اﻷبرة ليحرقونا. وأصبحنا في غيبوبة ﻻ يوقظنا منها اﻻ شمعة تضيئ نصفها أعياد الميلاد والنصف اﻵخر علي أضرحة الذكريات علي مقابر الراحلين. ..كبرنا باﻷيام التي دهست كل ما تبقى منا فننهض منها رفاتا نقاوم الذبول آملين أن نزهر من جديد. كبرنا بالمعارك التي خضناها وخرجنا منها جرحى ولم نجد طبيب. ..أصبحت السنوات الماضية بكل ما فيها كقطعة زجاج تعمقت داخلنا وبقائها قاتل. ..وإخراجها جحيم. ..وصارت الذكريات أوفى من أصحابها ...أستوطنت في قلوبنا ورحل أصحابها بلا وداع. 
لم تكن قلوبنا سوى رصيف تدهسه أقدام اﻷحبه ثم يعبرون للجهه اﻵخري المقابله دون العوده.... حتي ولو للوداع. 
الي أين يذهب بنا قطار الحياة...أعدنا الي الوراء فقد أضعنا في الطريق أشياء كثيرة وفقدنا أشخاص وهربت منا أمنيات. 
تمهل قليلا ربما نصلح ما أفسدته اﻷيام. 
تمهل فقد أضعنا النصف الأول في البحث عن النصف اﻵخر.
Ahmed Tolba.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...