السبت، 29 أكتوبر 2022

الطُّفولة بقلم حكمت نايف خولي

الطـُّـفولة
لملمْت ُ من َشجْو ِ الطـُّيور ِ مَـلاحـني
وَقطفت ُمن َزهر ِالـرُّ بى ألـواني
وَغزلـت ُ من ريـق ِ الفــراش ِ َغلالة ً
وشـَّـيـتـُهــا بـمَبـاسِـم ِ الأفــنـــان ِ
ورَشفت ُ من نـهد ِ الــحنـان ِ مَنـاهِلا ً
رَوَّت ْ بِسحـر ِ جَـلالِها إنسـاني
فضممت ُ أطـفالَ الوجود ِ لأتـَّـــقـي
نهَمَ الـوُحوش ِ وغِلــَّة َ الشـَّيطان ِ
طــهر ُ الطـُّفولة ِ قد بَكت ْ أهـوالهـا
عَين ُ الـوُجود ِ على مدى الأزمان ِ
فــرَح ُ الصِّغار ِ وزقزقات قلوبـِهم ْ
غيثُ الحنان ِ على لـظى النـِّيران ِ
لـهو ُ الصـِّغار ِووشوشات ُ شِفاهِهم ْ
عَبَقُ الــمحبَّة ِ في دُجى الأضــغان ِ
مــا للطـُفولة ِ دُنـِّسَت ْ أقــداسُـــــها
أودى بِحرمتها جُنـون ُ الــجـاني
وَغدت ْ بمَحرَقة ِ الـفـنـاء ِ وقودُهـا
وهي َ الـَّـتي كانت ْ رَجـا ً وأماني
أمسـت ْ أنينا ً في طواحين ِ الرَّدى
وقِمـاطـُها مِــزَقٌ مِــن َ الأكفــان ِ
فــي مَـهدِها َنـعْيٌ وَنـوح ٌ مـوجِـع ٌ
وهي َ الـَّـَتي فاحَت ْ شذاً وأغاني
عَــار ٌ على الأسياد ِ بُؤسُ أمومَة ٍ
وَنحيب ُ طفل ٍ جــائِع عـــريـان ِ
ودَم ُالطـُّفولة ِ يُسْتباح ُ على الثـَّرى
فلِمَنْ ُتـقـام ُ مَــوائِد ُ الــقـُرْ بـان ِ
الله ُ أوصى بالصِّـغــار ِ وَديــعـة ً
وأمــانـَـة ً فـي عُـهـدَة ِ الإنســان ِ
إن ْ لم ْ يُصَـن ْ قدْس ُ الطـُّفولة ِ في معـا
بِدِنا وفي مَنـــظومَــة ِ الأوطـان ِ
دَجَل ٌ وَتـلـفـيـق ٌ وخِسَّة ُ كـــافِــر ٍ
رَفـْعُ الــصَّلاة ِ لِـخالق ِ الأكوان ِ
روحي فِـدا الأطفال ِ من هَمَساتِهِمْ
صاغ َ الإله ُ مَنـاسِك َ الأيـمــان ِ
وَلهم ْ بأخدار ِ السَّماء ِ مَـــلاعِــب ٌ
وَمبَاهِج ٌ في َخــافِـــق ِ الدَّيــَّـان ِ
حَقُّ الطـُّـفولة ِ أن تـكـون َ عِـبـادة ً
ومَنـــارَة ً فـي بـَلـقـَع ِ الوجْدان ِ
وعلى َترانيم ِ الصِّغار ِ وَنــغوِهِم ْ
يبني الـكـبارُ حَـضارة َ الإنسان
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...