------ بسمات شفاهك -------
بقيتُ طويلا
أمرّغُ عيني بنور عيونك
أحلم بالبحر، و النجمة الساهرة
بقيتُ طويلاً بلا نظرات
أغطي عيوني برمش عيونك
و أطلقُ تنهيدتي من حنايا ضلوعك
أغني بقلبك أنت .. و أبكي بجرحك أنت
و أخشى عليك من البرد
و الدوح في مقلتيك
صبيٌ صغيرٌ يريد البكاء
بقيتُ طويلا بلا حركات
أركّز فيك على مقلتيك
بلا نظراتٍ
سوى ما رأته عيونك - أنت -
رأته عيوني
و بعد السكون العميق
و بعد عبور الحمام
مرور النسائم و اللفحات
مرور السننو .. مرور الفراش
تمايلت اللحظات علينا
و كنا معاً نائمين
* * *
شعرك الذي يرفرف على زجاج النافذة
يلامس وجهي المنعكس
شعرك .. ووجهي .. و الزجاج
خارطة للوطن
و يداك يلوحان إلى الطريق المقابلة
و فمك يرسل قبلات
فمك يتنهّد .. و صدرك ينهدّ
خلف زجاج النافذة
فمك يتمتم : ( إني أحبّك هيا تعال )
يداك يشيران : ( هيا تعال )
و لستُ أنا من يمر هناك
الطيور تمر
الفراش
الحمائم والانتهاءات..ّ
النسائم واللفحات..
يمر المرور...
أنا منعكس على زجاج نافذتك
أستنشقُ عطر من خصلاتك
و أنظر إلى شجيرات الزيتون المنحدرة
بنشوة كبيرة
* * *
يا أميرتي الصغيرة
ويا صغيرتي الأميرة
الأطفال الذين تحبينهم
أحمد .. أماني .. و أنا
قادمون إليك بأزهار برية
باقة النرجس
وشقائق النعمان ..
باقة البابونج
والأقحوان..
ذات عيد خرجت إليهم
و قلبك ناقوس حب يدق سريعا
تستنشقين.. وتبتسمين. وتنفعلين..
سألوك الحكايا الرقيقة ...
هيا أخرجي إنهم قادمون
و أنا واحد بينهم
أنا طفلك الذي يتأملك في الصمت بينهموا
و في السر يهمس : ( إني أحبك .. إني أحبك )
أنا الولد الذي لا يرونه
أنا من رؤوه على ومضات عيونك
هيا تعالي لنلعب مثل جميع الصغار
* * *
يا حبيبتي المهاجرة
أنا طفلك الذي لا يرافق طفلا
أنا عصفورك الساقط في حوض ماء
تعرّين على ركبتيك لكي تنقذيني
أنا عصفورك الذي يمسح منقاره
على غصن زيتونة و يطير
أنا سأعود لأبني عشي الجديد على شفتيك
و أفرخ بين يديك
أنا سأعود غدا
أنا لا شيء إن لم أكن ولدا
يتعلق بصدرك يخفي محياه بن نهودك
أنا لا شيء إن لم أكن طائرا
يترك على غصن زيتونة أحمر للشفاه و يطير
ليعود غدا و يغني :
أنا طفلك
أنا عصفورك
أنا لا شيء إن لم أكن
نجمة ساهرة تتأملها مقلتاك
أنا لا شيء إن لم أكن صورة
تتسمح ليلا إلى خدك
و إلى شفتيك..
وتنام
* * *
آه يا حبيبتي!
قدماك المبلولتان اللتان
أنقذتا طائرا ساقطا في حوض ماء
هما قدما ملكه
و يداك الرحيمتان اللتان ضمتاه
و أغرتا أسراب النحل بالمرآة
هما يدا الله مع العاصفة
و دموعي أنا
من عش الباز العالي جدا
هي الأمطار التي بللتك أثناء عودتك
لتزهرين و تتفتحين .. و تنشرين عبيرك
في ربوع الجزائر
و بخصوص
في قلبي.
بقلم: رابح بوصبيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق