رايةُ الإباءِ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين
للظَّلامِ عيونٌ
ترقبُ تحرُّكاتِ أنفسَنا
وتستدعي الخوفَ
إن تجرأنا وتهامسنا
ظلامٌ دامسٌ
يحطُّ فوقَ رموشِنا
يفترسُ البصيصَ
إنْ أطلَّ علينا
نمسكُ بتلابيبِ الدَّمعةِ
فبريقُها طوقُ نجاةٍ لخطاوينا
والكلامُ مقيَّدٌ في الحناجرِ
يأمرُنا الجدارُ أنْ نتراصفَ
وأنْ نحدِّقَ في صَلعةِ السُّكونِ
عقاباً لقلوبِنا التي تخفقُ
بخفوتٍ ورعبٍ
يجلدُنا الصَّقيعُ ألفَ جلدةٍ
على ظهرِ رجفتِنا
والسُّوطُ يقدِّمُ استقالتَهُ
احتجاجاً على صمودِ كرامتِنا
المهانةُ والذِّلُ يستغربانِ
منَّا هذا التَّحدِّي
فما كانَ بمقدورنا أنْ ننحني
لأنَّ دمنا رفض الانهزامَ
وأبتْ جروحُنا
أنْ ترفعَ الرايةَ البيضاءَ .
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق