الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

نبش في الذاكرة بقلم أحمد المثاني

 " نبش " في الذاكرة !


     هل تساءل أحدنا ، هل يعيش دون ذاكرة ..!! لا أظنّ ، فالذاكرة هي نحن في مواقف مختلفة و مراحل عمرية

إنها تاريخنا الخاص .. فيما يختلط بالتاريخ العام ..

لا أدري كيف أدخل في حالة تأمل ، مشحونة بمشاعر 

مختلطة .. حنين… شوق .. حزن   كلما فتحت نافذة

من الذاكرة ..تطلّ على الماضي ، الذي نسميه الزمن

الجميل .. رغم ما عانيناه و رغم البساطة التي كانت

طابع عيشنا ..

اعترف لكم و الحق أقول لكم ..أنا ضعيف أمام ما يحتل

تفكيري و مشاعري من صور الماضي ..قصصه .. و أحداثه

و قبل أن تحكموا .. أنا لا أعيش في الماضي ..و لكن

كلما تقدمنا في العمر ، و ضاقت الحلقات و اختلفت

الحياة تحت وطأة التغيير - أشعر بحنين يجتاحني لذكريات الماضي ..لذاك الفتى و الشباب الذي كنته .. لتلك الأيام

التي أمضيناها مع رفاق الحارة و الصحبة و الجيرة

فأين هي ملاعب الصبا .. و ضحكات الرفاق و مشاكساتهم

أين تلك العفوية و البساطة .. فتكاد تتلاشى الفروق

بيننا .. تتشابه أيامنا .. و معاناتنا… في صيف قائظ

أو شتاء بارد… أين تلك السهرات الطفولية تحت أعمدة

الكهرباء…  نروي قصصا و نوغل في المخيف ..قصص

الأفاعي و السحر و الجن… حتى نغرق في الخوف ،

قبل أن نتفرق ..كل إلى منزله ..كانت تلك مسلسلاتنا

و تسليتنا ..

لماذا كلما فتحت صندوق الذكريات .. و استعرضت

الصور بالأبيض و الأسود ..تأخذني الذكريات .. و

تعيدني .. بمشاعري ..إلى ذاك الزمان .. حينما استعرض

صور الأحبة ، كيف كانت وجوههم قبل أن يمرّ عليها

تعاقب السنين ..و كيف كانت شعورهم السوداء المسرّحة

الجميلة ..قبل أن يداهمها المشيب .. صور الأبيض و الأسود

تاريخ يسكن تلك الصور… شباب و حيوية ..ارتحل

و رفاق غيبتهم الأيام ..و أحبة سبقونا إلى دار البقاء ..

 

نبش في الذاكرة ..يفتح ما اختزناه من أيام طفولتنا

و شبابنا… في المدرسة ..و الجامعة ..في العمل ..

نتذكر أسفارنا و أحلاماً طويناها… 

نتذكر قصص عشق لم تكتمل .. 

نتذكر كم كنا بتلك البساطة و العفوية

نتذكر قصصا و حكايا ..و مواقف ..منها

المفرح و المضحك .. و منها المؤلم المبكي !

نتذكر اليوم   و نروي لأنفسنا قبل الأولاد

و الأحفاد ..كيف كنا . و كيف كانت الحياة ..

كيف كان وفاء الأصدقاء .. و حرمة الجيرة

و كيف كانت المحبة .. بعيدا عن الحقد و الحسد

بعيدا عن المجاملات الكاذبة .. كانت الضحكة

من القلب ..دون رئاء و مصلحة !


                                  احمد المثاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...