كنت في مرحلة الفتوة شقيا كثير الحركة لا اهدا حتى أثناء تناول الطعام أو النوم وكثيرا ما تناولت طعامي سائرا وكثيرا ما كنت أمضي الليل سهران مع رفاقي نمارس مهنة الشقاوة أو نسافر ونحن نيام إلى فضائنا الذي نحلم فيه
مارسنا مهنة الشقاوة للتسلية فقد كنا نفتقد وسائلها وأدواتها التي توفرت بعد بلوغنا مرحلة الشباب كالنوادي الرياضية والمكتبات والألعاب المعروفة ووسائل التسلية الأخرى لذلك كانت وسائل تسليتنا من ابتكاراتنا أن لم نكن نؤدي مهام الحراثة والرعي والحصاد وجني المحاصيل الزراعية
كنا ورفاقي الأشقياء نفتعل الكثير من الحكايات في الليالي المقمرة كسرقة العنب أو الحمص أو عرانيس الذرة وغيرها ليس بقصد السرقة والاستفادة مما نسرق بل بقصد التسلية وإشاعة الحكايات عن اللصوص الذين يأتون من القرى المجاورة أو إيقاع فتنة بين المسروق واتهامه لجاره حيث كنا نترك بعض المسروقات في البستان المجاور وقد يكون القصد معاقبة صاحب بستان أو حقل بخيل لا يسمح لأحد بالاقتراب حتى لو كان محتاجا كما تقضي العادات والتقاليد المتوارثة كما يقول المثل( الكرم اكرم من صاحبه والبستان ما بيخلا حتى ولو من فجلة )
كنا صباح ليلة السرقة ننشر الاخبار والاشاعات وننتظر ردود الفعل وتبدأ الحكاية وهكذا كل يوم لعبة ولكل لعبة حكاية ولا زال من بقي من ذلك الزمن على قيد الحياة يتذكر تلك الحكايات ويحكيها لاحفاده في أوقات انقطاع النت حتى لا يشعرون بالملل وانتظار عودة النت....كل نت وانتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق