نطرب للحن أو عزف أو أغنية فتهتاج بنا الإنفعالات وتهتز المشاعر لأن الروح تحن وتنجذب للجمال بحد ذاته .
والبعض لا يدرك هذا الحنين الرائع لذلك الجمال لأنه محجوب بجهله (فالمحجوب عن الجمال يُعذر بجهله) والحديث هنا ليس له .
وهنا علينا أن نوضح قضية في الموسيقا فقد نسمعها ولا يعترينا الطرب ولا يلفنا الحنين للجمال ، ويعود ذلك لسببين :
أولهما : أن الموسيقا( إن صح التعبير هنا ) وضيعة
لاترتقي بالروح للحنين لذلك الجمال ، كالموسيقا التي تداعب حركات الجسد فحسب .
وثانيهما : أن الحنين وضيع فلا يستطيع حمل الروح
لذلك الجمال فينوء تحتها. فيبحث المتلقي عن هدف
دوني يكتفي من خلاله بحب الجسد المادي .
إذاً عندما تكون الموسيقا راقية سامية ، والحنين الوجداني مثالي لابد أن يتحقق الطرب الذي ينقل المتلقي بل المستجيب للجمال المثالي ليعانق وجهاً من وجه الجمال المطلق .فالطرب هنا أسمى من الرغبات الجسدية والمدركات الحسية وإن كانت هذه الاخيرة أداة من ادوات ادراك الطرب ذلك أن الطرب حالة وجدانية راقية يتذوقها رهيف الشعور عندما يلامس بروحه وجه الجمال .
كم تطرب الروح وتحن وتهتاج لذلك الجمال السامي وتشتاق له والبعض (وقد يكونوا كثر) لا يدركون أن الطرب هو حنين الروح للجمال بل يقرنون ذلك بمنظر حسن أو جسدجميل أو حالة هيام فحسب ويجعلون الوسيلة هنا الغاية ليسقطوا في قاع اللذة الحسية و المادية دون الوصول لتذوق الجمال عبر الوجدان الهادئ المسالم .
فالأذن والعين واللسان وووو ماهي الإ أدوات
ووسائل لأرواحنا للحنين لذلك الجمال لنطرب وجدانياً
وهنا علينا أن لا ننجذب للأرض وطينتها ونخلد اليها
ونجعل جمال الطرب للحواس بل علينا أن نحلق بالروح لعالم الجمال السامي ، فشتان بين عَرشيُّ الجمال وفَرشيُّ الجمال ذلك أن الجمال جاء من علو الروح وسموها ،واسمى حالات الروح رقياً حالة عشقها للجمال ففي هذه الحالة تطرب الروح ، وعن هذا الطرب اتحدث وهذا الطرب أنشد وأيما طرب ننعم به عندما نصل لهذه الحالة ودونه يكون الطرب دونياً لا راقياً .
ان الطرب الحق هو إنسلاخنا عن الجمال الحسي وسعينا للإنتماء للجمال الروحي الوجداني .
واللون شاسع بين مُغرم ومُرغم ، مُغرمٍ بالجمال المطلق
ومرغمٍ تحت وطأة الجسد ورغباته الدونية .فالمغرم هنا هو صاحب الوجه المشرق من الجمال الوجداني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق