------***------
صمتٌ عميقٌ ينازعني
يستوطنُ الحزنُ بأشعاري
تجودُ الدنيا بقسوتها
تكوي الفقيرَ بالنارِ
أصطبرُ على شدةِ بلواها
بالعفةِ أحمي ذماري
العدلُ تسمَّرَ بقيدهِ
ورياحُ الفسادِ عاتيةٌ
تئِدُ الحقُ بزخارفِ الأسفارِ
توقفَ القلبُ
منذُ أن هاجرَ الصدقُ
أدهمَ الدربُ
وخمدتْ الشعلةُ بالفنارِ
تجمدَ الدمُ
والعقلُ تحنطَ
ضاقَ الصدرُ
وجفتْ منابعُ الأفكار
إحترقَ البرعمُ بالصقيعِ
وفتيلُ الأملِ مبتلٌ
تحطبتْ جذوعُ الأشجار
لاعشقاً يروي الجذورَ
ولا ماءً يتدفقُ في الأنهارِ
سُلبتْ الحياةُ رونقها
والغيمُ جهامٌ
والجفافُ تواقاً للأمطارِ
لايبالي الطامعُ
إذا البراءةُ ذُبحتْ
بمديةِ الجزارِ
يموتُ البائسُ جوعاً
ولا تدمعُ عيونُ التجار
يجمعونَ القروشَ وبالاً
تغشى أبصارهمْ
وتُصمُ مسامعهمْ
فلا يرونَ عُقْبَ الدار
يجلدونَ بسياطهمْ
لا عدلاً ولا سلماً
يدَّعونا الرحمةَ نفاقاً
تزولُ مكاسبهمْ
من اللجِ والتماري
أحبوا الدنيا
فاعتلتْ قلوبهمْ
وارتضوا الذلَ بالإصغارِ
تمرُ الأيامُ بالكدِ صبراً
واليقينُ ثابتٌ
بضوءِ النهارِ
شمسُ المظلومِ
إذا أشرقتْ
تنشرُ دفئها على القفارِ
------------****-----------
همسات من الذات
أبو الفداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق