خواطر سليمان ... ( ١١٨٩ )
وقفات مع النفس في نهاية عام ١٠
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "
الحشر ١٨
دعونا نعترف بأن العالم من حولنا تسوده أفكار وغرائز بشرية أبعد ما تكون عن تعاليم السماء وأنها أكثر قربا وارتباطا وقوة مع أصول واهية من شهوات وأهداف تستشري لتنال حظا وفيرا في ترسيخ علل وأمراض نفسية واجتماعية واقتصادية في مجتمعاتنا بخاصة ، لينعم غيرنا بما يستهدفونه لنا من ضياع وتشتت وفراق ...
وقضية الإيمان بالله واليوم الآخر ، لا تشغل بال حضارة اليوم ، ولا تنال اي حظ من اهتمام أو تفكير ، لأنها ليست قضيتهم هم ، بل الإيمان هو قضيتنا الأولى وأن أخلاق الإيمان وعقيدة اليوم الاخر هي الشغل الشاغل لامثالنا ، وهو ما يمكننا أن نقدمه لغيرنا ...
هذا الانحطاط الخلقى الذي يسري كالنار في الهشيم وسط مجتمعات تدعي التقدم ، وهم يعودون بشهواتهم وغرائزهم إلى أصول مجتمع حقير كان يوما يجمع على الفاحشة، وما ارتدعوا إلا بعد أن أرسل الله عليهم ما جعل عاليها سافلها ومحا اثرهم من الوجود ...
مهما تقدمت صناعيا فهم قد سبقونا و اقتصاديا هم الآن محترفين إقتصاد وإدارة المال ، وأما دورنا اليوم أمام الله ولإثبات وجودنا ، وليس لنا طريق إلا هو ... هو العودة إلى الله لنتصالح معه ونكون سبب لتصالح العالم مع نفسه ثم مع الله ...
سليمان النادي
٢٠٢٣/١/٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق