راوية شعيبي
-------------
ما بالك تكتسحين
كل مساحات الذاكرة
تذهبين و تجيئين تنثرين
عبق أمنيات ساهرة
يقول الورد يشكو قلّة حظه
من امرأة عبثت بكل السحب الماطرة
تغوص في بحرها الأسود مقل
تتراقص لخطوها كؤوس فاخرة...
أين عني طيفك يا راحلة
يقفز من نافذة القاطرة
كتبتكِ حروفي الحاقدة مذنبة
في سحر صبابتها حائرة
يا لؤلؤة تزيّن عقد السنين
ياسمينة فاحت في أرجاء العامرة...
قصيدة كتبت بدماء الورد...
أحيت حنين أرضي العاقرة...
تمرّد صمتي عليّ
قال: كيف هزمت بنظرة عابرة
قلت: لقد سكنت فؤادي لسنين
امرأة رغم غيابها عني حاضرة
تمتلك كل قلبي
اعتنت به كطفل لم تك جائرة
كيف أنسى من كانت تحنو رغم شدّتي
و انتظرتني بأحزانها الغائرة...
قال: الآن تبكي فراغها الدامس
أعذارك لأن تعودك حتما خاسرة...
لقد كانت شمسا تحترق لأجلك
عناقد الأحلام لعينيك ضافرة
الآن تشكو مر نسيانها لك
حين أصبحت لديارك هاجرة...
سترجو رحمة من ذل العاشقين
و تمني نفسك بظلالها الزائرة
ستقول لك أنها لا تذكر وجهك...
و قد كنت في لياليها نجوما زاخرة
من الصعب أن تعيدك أقراط حب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق