الثلاثاء، 28 فبراير 2023

شيءٌ مِنَ العدمْ بقلم الفاتح محمد

شيءٌ مِنَ العدمْ

كانَ ومَا يزال الإنْسانُ يتَوهّمْ
بأنَّ هُناكَ طرف ثالث فِي كونِنَا هذا
كثيرونَ منَّا رحلُوا هذه الدّنيا 
ومنَّا مَنْ تَشاجروا مع طفيلياتِ الظلام
وإختَفوا فِي عتُمات اللَّيالي المظلمة
وآخرونَ ذهبوا بنَا إلى ما وراء الرّياح
والشّمس أخذ ما أخذ مِنَ الطّاقاتِ
ما يَفُوقُ العد بالحواسيب الرّقميّة
ومع ذلك ..... ذاكَ الذي رأيتُهُ يومًا
 عنْونَت أنَّهُ مِنَ العدم 
والقصّة كانَت روايَة الغرام 
فِي عالم لم يضع قيمةً للحب 
والحلم كالباقيَاتِ الصالحاتِ
والحيآة تَحتَ ركام الأحلام
ولا شيءٌ يَعنينِي أكْثر مِنَ البقاء
علىٰ قَيْد الحلم بالحرّية والسّلام 
لا شيءٌ سيأخذنِي بعيدًا عنْ مواطنِ اللِّقاء 
سأظل ٱنادي نفسي واقرأ قصائدي
ببراءة أعصابي ، وخفّة مشاعري
لكِن حينما تكون الحديث عنْ حبيبتِي
 فهِي عالمي ووطنِي ومنزلَتِي تَحتَ سقف
السّماء الماطر على مدار العام 
لكِنْ عنِ الشّعر لا أعرف ماذا كتبتُ لهَا ؟
هل كانَ قصيدًا او شيئًا بمعنَى القصيد 
لا أعرف مَا مَضى يومًا لأنَّنِي أنْسى
لَكِنّي أعرف أنّني كنتُ على أجل 
مِنَ الرّحيل إلى بلاد القمر المنِير
كَيْ يأخذنِي الحلم بعيدًا 
عنْ مواطنَ الحزنِ وجلساتِ البكاء
لكِنّي لا أعرف ما رأيتهُ بعينيّا 
وسار شيئًا ذاتِ معنَى ومضمونْ
لا شيءٍ ولا شيءٌ أعرفهُ أنا
إنَّها خوخ مع رنِينِ الموج يَتَتَوج جمالاً
تُحرّك كلَّ شيءٍ مِنْ قاع البحرِ
أظُنّهُ صوتٌ كصوتِ تِمساح جائع 
يَبحث عنْ فريستِهِ كَسمكَة الدولفينْ
صرخة مِنْ بحيراتِ العدمْ ينادينِي
كَيْ أكتُب عنهُ قصيدةً او قصيدتَيْنِ
بحروف مِنَ العدمْ ، لكِنَّهُ جميل 
أنْ تَرى النَّباتَ يَنمو تَحتَ سطوةِ المطر
فِي خريف العمرِ ، وربيعٌ قادم
مِنْ بلاد السّامبا وورود نيو دلهى 
الهند وما أشبه الطّبيعة بالسّحر
حينَ يَميلُ السّماء نحو الأرض
ليَعكس صور الجّمال برغم وميض الحرب
قد يبقى صورةً على مرّ الزّمنْ
كلَّ شيءٍ تَتَساقط كقطرات الثلج
حينَ يَبدأ الحرب ويبدأ العالم برصد الأحداث
 تِباعًا على مرّ السّنينْ
ولكِن لا شيءٌ سيَبقى مسالمًا بعد الحرب
ولا شيءٍ يبقى فِي حالهِ 
عند السّكون او عند الحركة
ميّتاً كانَ أم حياً ، إن كانَ الجثّة تَأكلهُ الدّودة
كَيْ تَتَحول إلى رماد او شيئًا من العدمْ
لماذا لا نَضع الصّراع جانبًا ؟
كَيْ نمضي ساعةً دونَ بكاء او ألم
هذه حياة مِنْ حيث لا ندري
نحنُ لا ندري مَنْ نحنُ لماذا نحنُ أحياء
وبعضنا ماتَ قبلَ أنْ تشرق الشمس 
فقط نحنُ لا ندري ...
ولدنَا ووجدنَا أنفُسنَا فِي بلادٍ 
ظنَّ أنَّنا غير بشر فقذفنَا بالقنابل الثّقيله
ظلمًا وقهرًا فهجرناهُ وهجرنَا منازلنَا
ذهبنَا بعيدًا نطارد السّراب 
باحثينَ عنِ الطّعام وبعضاً مِنَ الماء
طننَّا أنَّنا سنَنْجوا مِنَ الموتِ
فِي بلادٍ جعلنا نشيع الجثمان صباحًا ومساءً
وكأنَّنا كالغُراب فِي الصّحراء
لا مأكل ولا مشرب ولا شيئًا مِنْ هذا القبيل
يأخذنا نحو الملآذ والنصر
لأنَّنا شيّدنَا وطنا مِنْ كَهف الحروب
ومن أيدي الصعاليق الذين صلبوا إرادتنا
وأرواحنا الوطنيّة فِي الوقت الذي كنا نحلم
بوطن لا يحكمه الطغاة ولكنْ
ماذا لو كنَّا أموات غير أنْ نَبقى 
فِي وطن لا يحبنَا ولا يمنحنَا خيرًا
هذه البلاد كأعاصير مدونة 
زلازل وبراكين مصنوعة مِنْ تُراب الحروب
والصّراعات البغيضة
بلادنَا ينظر إلينا كأنَّنا موتى
ومع ذلك .... الإنسان مهما غنى 
ووصلَ لدرجة مِنَ الرقي
سيظل مواطنا فِي بلاده او لاجئاً في الغربى
فلا يمكن الاستغراب في هذا
أنَا لا يعنينِي تفسير الأشياء 
طالما الحرب ما زال قائمًا بينَ النَّاس
وطالما الإنسان ما زال عدوٌ لنفسهِ
كيف نفسّر أنَّ العدم أرحم من البقاء
تحت ركام الكهوف المظلمة والحرب 
ندري أنَّ هذه الحيآة إعصار لا يتوقّف 
فالموتُ هو الملاذ الآمِنْ والرّحمة
قبلَ أنْ تكونَ فقدًا عظيمًا
لعظماء كانوا يخططونَ لمشروعات جديده
وماتُوا وهم أحياء قبل ان تموت الأرواح
بلا تعذيب فكان يَجب أنْ نَرحل
قبلَ أنْ تُومض الشّمس وقبلَ أنْ يرانا العالم
بأعينِ غاضبه وقلوب طغيانه
ورغمًا عن هذا الإعصار ما يزال الإنسان
على عهدٍ مع الحيآة بتفاصيله المعقدة 
فأنْ تَمت اليوم قبلَ الغد
يعني أنْ تَرحل مِنْ هذا العالم رحيمًا
قبلَ أنْ تَشرق شمس الحروب
ونَتَرحّم علىٰ أجسادنَا ونطوفُ كأنَّنَا نجومًا
ولسنَا كالبشر نَتَنفّس ونَنَام يَومًا بعد يَوم
برغم أنَّهُ لا شيءٌ يَستحقّ الإحترام
فِي عالم لا يَحترم إنسانيّة الإنسانْ
ولا نجتمع إلا فِي الأحزانِ
لأننا ما زلنا خلف قُبور البكَاء
ولأنني كنتُ أبعث أعمق تَحيّاتي
 حبًا وسلامًا لِمنْ جعلَ قلبي 
 يدغدغ المحبّة والسّلام 
لعالم لا يستحقّ الوفاء والامانه
ورغم سِحاب الحزنِ والضّيَاع 
 يمكنُنَا أنْ نحلم ، لكِنْ لا يمكنُنَا أنْ نتَخيّل 
أنَّ شيئًا ما بإنبثق مِنَ العدمْ 
سأراكَ يا عالمْ رغم سكونِ الليل

الفاتح محمد ____ السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

زركش القلم بقلم احمد عدنان الجياب

احمد عدنان الجياب  زركش القلم  متى سيضيء النهار اشراقته؟ متى سيبلل المطر اجسادنا ليكتب الورد حريته؟ هل التقت جروح الروح بالجسد لينثر الدم حك...