الأحد، 5 فبراير 2023

اختي_لم_تمت_بعد الحلقة_الرابعة بقلم مونيا بنيو منيرة

#اختي_لم_تمت_بعد

 #الحلقة_الرابعة

توجهت الى مركز الشرطة الواقع في منتصف المدينة وأخذت أسرد لهم ما حدث بصوتٍ مرتبك وخوفٍ شديد..
وبعد أن هدأت بعض الشيء طلب مني ضابط الشرطة أن أذهب برفقة العناصر حتى أرشدهم الى المنزل..

وبعد وصولي الى المنزل برفقة عناصر الشرطة قام أحد العناصر بقرع جرس المنزل حيث كان كل شيء هادئاً في الداخل وبعد ثوانٍ معدودة فتحت صديقتي ريتا الباب وكانت طبيعيةً جداً حيثُ قالت لي باستغراب أين كنتَ يا جون لقد قلقت عليكَ جداً..

قام رجال الشرطة باستئذان صديقتي ريتا للدخول وتفتيش المنزل وكان كل شيء طبيعياً حتى أن باب القبو كان مقفلاً كما كان..، وعندما سألني عناصر الشرطة عن مفتاح باب القبو قلت لهم بأن المفتاح مع والدي في مقاطعة هيوستن..، استغرق رجال الشرطة حوالي نصف ساعة حتى استطاعوا خلع ذلك الباب وقاموا بتفتيش القبو بدقّة ولكنهم لم يعثروا على أي شيء يبرهن لهم ما كنت أتفوه به..

ظنّت الشرطة أنني أعاني من مشاكلَ نفسيّة ولم يصدقوا ما قلته لهم ثم طلبوا من صديقتي ريتا أن تأخذني الى طبيب نفسي كي أتعالج من تلك المشاكل وخرجوا من المنزل تاركيني في صدمة من كلّ ما يحدث..

أما ريتا فأخذت تضمني وتقول لا تخف يا جون سأصحبك الى أمهر الأطباء في صباح الغد..

قال لي الطبيب النفسي:
الخوف من اللا شيء هو إحدى الأمراض الناتجة عن خلل في بعض الخلايا العصبية في الدماغ..
التفكير في الماضي.. الإرهاق.. المشاكل العائلية.. كل هذا يؤثر سلباً على تلك الخلايا العصبية..

طلب مني الطبيب الاسترخاء وعدم التفكير في الماضي وكتب لي بعض الأدوية المهدئة وأنا كنت في حال يرثى لها وكأنني بدأت أقتنع أن ما حدث في ليلة الأمس كانت مجرد أحلام اليقظة كما سمّاها لي الطبيب..

عدت للمنزل بصحبة ريتا وأنا شبه مقتنع بكلام ذلك الطبيب..، وفي ليلِ ذلك اليوم نامت ريتا في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً..، نامت وهي تضمني بكلتا يديها وكأنها طفلة صغيرة..، ولا أنكر أنها كانت تبدو كالملائكة وهي نائمة..

أما أنا فلم أجرؤ على إغلاق جفناي خوفاً من تلك الكوابيس التي تلاحقني أو ربما كنت أنتظر قدوم منتصف الليل حتى أبرهن لنفسي بأن كل ما حدث في الليالي السابقة كانت فعلاً "أحلام اليقظة"

مرّ الوقت ببطءٍ وهو يعانق هدوءَ الليل المظلم حتى سمعت صوت الساعة الجدارية التي أعلنت انتهاء ذلك اليوم وكان كل شيء طبيعاً حتى ذلك الحين..

نظرت إلى ريتا نظرةً أخيرة ثم قررت النوم في أحضانها الدافئة وليتني لم أفعل..

لم أكن نائماً هذه المرة حين سمعت ذلك الصوت الذي يناديني من القبو.. حتى ريتا التي كانت تنام كالأطفال في أحضاني اختفت وكأنها لم تكن..

نهظت من فراشي الدافئ وتوجهت الى الأسفل هنالك حيث رأيت ريتا تمشي ببطىء نحو مدخل القبو..، صرخت أناديها باسمها لكنها لم تلتفت لي وكأنها جثة ميتة يتم تحريكها عن بعد..

وما كان مني إلا اللحاق بها من بعيد حتى أرى بنفسي ما يحدث..،

مونيا بنيو منيرة

#يتبع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...