في ساعة فرفشة ، غشاني ما غشاني ، و إذ به يجالسني شيطاني ،، و يضحك هازئا ، و يسألني : أظنك احمد المثاني ! فأظهرت له عدم اهتمامي ، و قلت له ، و عدتني أن تنساني ! و تتركني و زماني بما فعل لي ، اكلني لحما ، و عظما رماني . . !
فقال : وعدتك أن اترك الوسوسة ، و اجعل للصحاب سوء الوشوشة . و انا مشفق عليك ، فلا تعرف قيمة ما لديك ،،
فأخذ يغريني بالمديح تلميحا و بالتصريح . فقال انشر ما لديك من. C.v. "سي في" ليعرف الناس عنك شو في ما في !!
و حينها شعرت بالألم ، كيف لا تستفيد من عبقريتي الامم . فناديت بالحال : يا بني الي بالقلم و القرطاس لأفيد من تجربتي كثيرا من الناس . فقاطعني المغضوب عليه ، انس الورقة و القلم و اخلع عنك ثوب العجز و الندم ، افتح صفحتك البهية و انقر كلماتك باناملك الطرية ، فلك من الأصحاب و المعجبين ما يجعلك من الاعلام المشهورين ..
و نفث في روعي ان اكتب سيرة ذاتية ، تعجب كل شاب و صبية !!!
و قال اكتب و انا " شيطان سيرتك " فكما للشعراء شياطين فلك انا مساعد و معين .
فاملاني : يا لفرحة الكرة الارضية ، فقد ولدت بطلعة بهية ، فرح بمقدمك الاقربون و الابعدون ، و كان لك من الاصابع عشرون ، مكتملة لم يقدر عليها السارقون !! و كان لك فم يأكل و لا يشاغب ، يبلع و لا يعاتب ،، و كان لك عينان لا تريان الا الجميل ،، و لسان ، فيه بعض الطول .. علموه المديح في ما يقول ، ينشد الاشعار و الخطب حتى ليبعث في القلوب الباردة جذوة اللهب !!
و سجلوك في سجلات الولادة ، مواطن صالح ، و اكثروا بحضرتك التصفيق ، و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا عنك : صفيق !!
ثم حملوك الى المدرسة و علموك فضائل كلمة" نعم " و ان تكابر و لا تشكو الالم ،، و ان لا تشاغب ، فيكتبونك مع المشاغبين ، فتبقى مواطنا ناقص الاهلية إلى يوم الدين !! فأطع و اركع و اقترب !!
و لما سار بك الزمان ،، و اصبحت تسترق السمع عما هو كائن و ما كان .. اقنعوك بعدم حاجتك للسمع و الاذان ،، و علموك كيف تتلفت خوفا إذا ذكرت ربك الرحمن .. و البسوك نظارة ترى فيها ما يرون ،، حتى تكرمت لهم و تبرعت بالعيون !!
ثم و ضعوك في قالب يحتويك ، و سلموك قائمة بما يسرك من بطولاتهم و ما يبكيك !!
و فجأة عطست فحمدت و لعنت الشيطان ،، و اذا بالملعون يسخر مني و يقول ما لك غنى عني ، و لكن للحديث بقية اذا بقيت "صفحتك " عندهم نقية
و للحديث بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق