فلتعلموا يا مَنْ سرقتمْ مَنْ قُهِرْ // في لُجَّةِ التاريخِ فانطَفأ القمَرْ
وتتالتِ النكباتُ تَتْرا تعتلي // فوق الرؤوسِ وأدْبَرَتْ كلُّ الفِكرْ
وتمزَّقتْ أجسادُنا في عِزَّةٍ // في كلِّ أرضٍ تكتسي لونَ الزَّهَرْ
في عالمٍ يرضى البوارَ لحقِّنا // فتطاولتْ أنيابُ قردٍ مُستَعِرْ
فلتعلموا أني النَّهارُ وقادمٌ // كي ينتهي لونُ الحياةِ المُكفهِرْ
مِنْ كلِّ دربٍ نابضٍ مثل الجوى // يروي الزروعَ ومِنْ دماءٍ تنتشِرْ
قد سارَ فوقَ المُنتقى مِنْ أدمُعٍ // كوتِ القلوبَ وبالأنينِ المُستمِرْ
بسفينةٍ عملاقةٍ لا ترتضي // إلا المسير لوِرْدِها والدَّربُ مُرْ
فتعالتِ الصيحاتُ منها والرؤى // والهيعلاتُ وليثها الضاري الأغَرْ
وتلاطمتْ أمواجُها وتعانقتْ // وتلاقحتْ أفكارُها رغم الضَّجَرْ
وتعمدتْ أطفالُها مِنْ دمِّها // فذوى الرُّضوخُ مِنَ المآقي والصُّوَرْ
وتنادتِ الأعداءُ حولي ترتجي // دفعَ الخيارِ الواضحِ الحُرِّ العَطِرْ
بثعالبٍ موبوءةٍ ملعونةٍ // تبغي الهوانَ لأمّةٍ تُحيي الظَّفرْ
وتشقُّ صفَّ الواثقينَ وسربهمْ // لمَّا تروغُ بزيفها الواهي العَكِرْ
لكنَّ شعبي قد أطلَّ وباللظى // لن ينثني للوهمِ والباغي الأشِرْ
بل يكسرُ الأسوارَ كي يَلقى العدا // في ساحةِ الهيجا لينتصرَ المطرْ
والقدسُ تأوي للعُلا في عِزَّةٍ // مثلَ النجومِ فلا غفير"1" ولا حُفَرْ
فالنصرُ نصٌ في الكتابِ متوَّجٌ // والغاصبُ المحتالُ حتماً يندثِرْ
فليرحلوا لن يصمدوا في بيتِنا // في أرضِنا في جُرحِنا فالحقُّ كَرْ
وليخرجوا في ذلَّةٍ كالسابقينَ // مِنَ الغزاةِ وكالقساةِ مِنَ البشرْ
لن يظفروا بالأمنٍ في أوطانِنا // ما دامَ طِفلٌ يافِعٌ يروي الشَّجرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق