الحلقة الرابعة عشر
مصفف شعرنا رجل آلي
لليوم الرابع عشر عَلى التوالي أبحث عن مصفف للشعر التقليدي ؛ فلم أجد أحدٍ منهم يأخذ بطلبي على محمل الجد!
إنه لآمر غريب حقا ؛ فجميع صالونات الحلاقة شغلت برجال الآليين بينما من تركوا وظيفتهم الأساسية كحلاقين قسموا إلى قسمين :
قسم يثقف الزبون كيف يجلس بأنتظام وطرد الخوف من قلبه ؛ فما هذا الا رجل الآلي دقيق التفاصيل محترف الصنعة ، والقسم الأخر يهتمون بسير عمل الحلاق الآلي بتزويده بحقن التشحيم واستبدال أدوات الحلاقة طالما الزبون بين ذراعيه !
فلماذا لا تقص شعرك الطويل عندهم ؟
يقولون تحرر طلبا ؛ حتى يصفف حلاقك الآلي شعرك داخل بيتك !
أسعدت مساءً إنا مساعد الحلاق الآلي ؛ بما أن عمرك فوق الخمسين ؛ وجب أن يزورك الحلاق الآلي ويتعايش في بيتك ويأخذ نظرة على تفاصيل حياتك بما يحتويه من غرف وأثاث منزل وكذلك يطلع عن كثب تقلباتك مع أصدقاءك المقربين مع من يزورك ؛ فيحدد حينها القصة وهذا ما يعرف بالصيحة وما أكثرها من صيحات نسمعها هذه الأيام!
وكم يستغرق مكوثه معنا في البيت ونحن في شهر رمضان ؛ فلا يوجد شيء نقدمه له !
لا عليك في حقيبة ظهرة علبة تزيت يستخدمها في أوقات الجوع !
يراقب الآلي بحذر جميع حركات سير المنزل !
سعيد يرتدي قميص أصفر بطرف كُم طويل ! وجب زرع جديلة في مؤخرة رأسه تلائم اكمامه الطويلتين!
صلاح يأتي بفتحات أزرار مقفولة بالمقلوب ! تحدد جهة شعره اليسرى ناصية والعالية مِن أعلى الرقبة صوب جبهته الأمامية!
كريم قريبهم من بعيد يدخل البيت حافي القدمين يعمل له تنعيم الحاجبين مع حلاقة صفر الوجنتين!
بائع اللبن الرائب والحليب يصبغ شعره أشيب
قارىء مقياس الكهرباء ، تحرق له أطراف خصلات الشعر مع قيمة زيادة فاتورة الكهرباء !
مدرس الرياضيات يأتي على عجالة ممتطيا صهوة دراجته الهوائية يعطي دروس خصوصية للأولاد ، يعمل له شعر خفيف مجعد تنحت عليه رموز رياضيه علامة جمع تطرح منها قيمة الصفر المطلق تساوي دائرة صغيرة في منتصف رأسه !
بائع الغاز يجلب أسطوانتين فارغتين ، يقارب ما بين الحاجبين والشوارب قصة من الشعر تلائم طباخ البيت يزين له شعر شعث وينزل منسدلا حتى شحمة أذنيه !
الكل ممتعض وقصة شعره تصيح ويبحث بحرقه عن صيام !
يرتب الرجل الآلي الجميع في انتظام جلوسًا وقيام بما فيهم صيام
صورة تذكارية في غرفة المعيشة ، يعرف الجميع من صيحة شعره الا صيام ؛ أصبح جزءً من رف الكتب خلف أريكة البيت والكل تصيح عليه .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق