الحلقة العشرون
حافلة نقل السعادة ذي الطابقين
سوف نغادر عما قريب ، هذا آخر نداء للرحلة ، لو سمحتم المتزوجين الجدد يصعدون إلى الطابق العلوي ، أمًا الطابق السفلي ، مقاعد الأمامية خصصت لمن بلغ زواجهما سبعين عامًا وأكثر !
رجاءً أنا عزباء وأنا عازب أيضًا ، تعبنا من اللحاق بحافلتكم ؛ لم تقلنا سيارات الأجرة ! أين نجلس ؟ لو سمحت !
لا أستطيع كسر قوانين الحافلة؛ مقاعدها خصصت لأصحاب التجارب وأنتما ليس منهم ؛ وبما إن فيكما روح التحدي ؛ عليكما الوقوف في ممر الحافلة بالقرب من مقاعد الأزواج المخضرمين ؛ لحين البت في أمركم!
دعني أكمل سؤالي بعدما قطعته علينا الآنسة العزباء !
أستاذ صيام مضى على خطوبتنا شهرين!
أين نجلس ؟
إلى جانب مقعد تلك السيدة العجوز مع زوجها المحترم واستمعا لإحدى تجاربهم الحياتية القاسية آلتي طواها النسيان ، وبعدها ينبئانكما في مكانكما الجديد .
عشقت عينيي ؛ نثرت لك ظلام ليلك نجوم
تملكت قلبك ؛ أعطيتني مرتب طلوع العام
زوجتك نفسي هذا ما أكده من يزوجنا آنذاك ؛ لذا
احجزا مقاعدكما في الطابق العلوي حيث المتزوجين!
صيام ونحن حجزنا تذكرة الإياب من قبل أن نصعد معك ؛ وها نحن صعدنا ومازلنا مخطوبين!
ذاك الرجل الوقور مع طليقته آلتي آبت إن تتركه منذ طلاقها منه !
أحببتك كرهًا ؛ خاصمت لأجلي طبقات المجتمع ، مجتمعة ضدي.
وددت لو كنتما زهرتين في بستانين منفصلين ، تزاوركما الاثنتين نحلة وفراشة ذي جناحين ؛ هذا ما قاله : المصلح بين القبيلتين المتضادتين !
انزلا من الحافلة حيث تراكما الناس وتعرف صدق حبكما ؛ بعدها سيسعون لمباركة زواجكما !
صيام قبل إن أنطلق بكم ! لا توجد مقاعد شاغرة في الطابق العلوي والسفلي ! هذا تذكيري لكما !
فضلت السير راجلًا ممتطيا صهوة حذائي !
أما أتا ؛ فزوجي قد طلقني من أول نظرة كان يبحث فيها بين عيونك الجريئة ؛ ازيلي تعب قدميك بالجلوس في قسم المتزوجين !
عن نفسي سأرجع إلى بيتي سعيدة ! رجاءً أعد إلي ثمن تذكرة العودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق