فكرة الإنبهار تسيطر على ذواتنا ، عندما لا نغوص بعمق الآخر ، ومن النادرأوالعدم
أن نحب من لانحترم ولكن كثيرين من أولئك الذي لا نحبهم ، يبقى لهم جلال الإحترام لنبل سجاياهم .
أشعر بالإكتفاء عندما أحب قيمة لأنها
جميلةً ، أي انني أمتلك الشعور بالجمال بإدراك كامل لِمَّا أريد ، فأنني أمتلك وسائله والإرادة والقيمة السامية المنشودة .
لهذا أراها في الإستزادة والمضي قُدماً وأراني لن أبلغ ذروته فعطشي كشاربٍ من ماء بحرٍ كلما شرب إزداد عطشاً فلا أنا في إرتواء ولا البحر بنقصان .
لكن أن يكون النبل سبباً (لعدم لإكتفاء) من أجل أن لا تتشوه قيمة الجمال ، التي نحتضنها في قلوبنا لهذا الآخر ، هذا فيه من الإجحاف الكثير ، والجبن الجمالي ( إن صح العبير ) .
فالقيم الجمالية ، جديرة أن نتحراها حتى لو فشلنا في تذوقها لسبب ليس فينا ، ذلك أن دلائل الجمال لا تجلب إلا الوصال ، ومن قال غير ذلك كشارب الراح مع الأفعى بقيظ صيف .
لهذا لاتخرج من حياتك من لايستغني
عنك ( وهو جميل ) وإن كنت في غنى عنه إلا ذاك الذي هدم سلم القيم الجميلة
وما إستطاع أن يكون إنساناً ، إنساناً يعانق جوانب الجمال من روح الله في منتهاها دون نسيان فاتحتها ومبتدئها فطغت وسيطرت واستبدت به ترابيته وطينته فما إستطاع التخلص من دونيته المحسوسة المادية .
ولهذا علينا تحري الجمال في القيم.. والخير ..والحق والبذل ، والناكر لذلك كالقاتل لذاته ، لذاته في وجدانه الهادئ
ولروح السمو ... وضياع لمسات أطياف السماء بحواسنا ، أو ربما بأرواحنا النابضة
بالغيرية .
وللمعرفة والجمال والخير مذاق ومقام يجعل من الروح عالم آخر ، ليس نبراسه دائماً نوراً ينبع من الألم ، ذلك أن لذتها ونشوتها تفوق التكوين ليكون الحب والشوق والفناء وهذا لايتأتى الا لمبتغي جمالاً مطلقاً .
ونبقى نتفحص ملامح الروح(الروح أهي هي ) نتفحصها طويلاً طويلاً ، أهي في دثارٍ أم في إندثار وعطب ، ونكتفي بتأمل الغيب ليكون فجراً باسماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق