الأربعاء، 24 مايو 2023

سفر الريح بقلم عبادة محيى الدين

 سفر الريح


لم أكن أعرف أن الخريف يعشقني

حتى دعاني لحفل ذبول أوراقي


لم أكن أعرف

حتى دعا الريح أن تنتظرني

تقل في سفرها الأخير رفاتي


سألته أن أنتظر الشتاء

ذرف دمعة برائحة المطر

قال كانت آخر قطرة من المطر

وآخر دمعاتي


سألته عن أشيائي التي انتظرها

عن قصيدتي التي لم أكتبها

عن نار لا زالت مشتعلة رغم كثرة انطفائاتي


قال ستمكث نيرانك أمام جدران هي تسكنها

تبكي خفك المغروس في صحراء الذكريات


سألت عن قصائدي

قال سوف تقرؤها

وتفتش عن هذا القلم وعن محبرة الوله فيه

وعن مخبأ بحيرات الآهات


لن تنسى

لكن أنت الذي أثرت بنفسك عن امرأة تتنفسك عشقا

وتحبها في الخفاء


لا تقل كنت أنتظر الربيع

لا تقل كنت أنتظر الشتاء

فقلبك كان لا يدعوها للبقاء


سوف أفنيك...

وأنفيك إلى غيمة حبلى بالظمأ

المطر فيها سراب عشق لا يشرب منه إلا الأموات


لكن قصائدك ستظل حية

قناديل تشتعل على جدران أبنية الحب في أحياء العشاق


تراقص العاشقون

وتربت على شفاه المجروحين بحنين بقبلة من المواساة


على جدران لياليها

زينتك بألف قصيدة

فارس لفرس الخيال في الغزوات 


رسمت صورتك حرفا حرفا

نبشت دفاترك

كانت تفتش عن اسمها في حروب قصائدك المشتعلة بعزف الألحان على مسارح الأغنيات


لم تعرف أن كل قصائدك كانت لها

حتى كذبك كان لها

كيف تعرف وقد تاه طريقك عنها

فأنت الذي ألبستها ثوب التيه حتى ضاعت

وغرست أقدامها في وحل الطرقات


عبادة محي الدين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

احلم بقلم خالد جمال

  احلُم أحلُم بكِ والعُمرُ يمضي أحلُم لِكَي يزدادَ وجدي فهل للخيالِ مِن قُدرةٍ  تحقيقُ وعدي ام هل لها الأحلامُ تُطفئ  في الشوقِ رَمْضي أحلُم...