ليتني بلا أب
#الحلقةالثالثة
مرت الأيام وتوالت الشهور بالمرض..، كانت حالتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم..، وقد نجحت في تأجيل حفل زفافي بإضرابي عن الطعام ولكن صبر أبي بدأ ينفذ وقرر تزويجي بذلك الرجل الغريب عنوة..
استسلمت للقدر وسلمت أمري لله وتم الزفاف الذي لا أذكر منه أي شيء.. كان حفلاً بارداً بالنسبة لي..، كان بمثابة نقطة النهاية للأحلام التي رسمتها في مخيلتي مع جواد..
جواد..، وكيف لي أن اعيش مع رجل غير جواد..، ولماذا علي تحمل العيش مع رجل لا أرغبه..، كلها أسئلة راودتني في ليلة زفافي وجميعها تحمل إجابة واحدة وهي: لأنني خلقت في مجتمع ذكوري لا يفرق الحرام من حلاله..
ياسر هو زوجي الذي أجبرت على الزواج منه عنوةً..، ولكنه في حقيقة الأمر كان شاباً وسيما وخلوقاً وطيباً..، ورغم أنه لم يكن جواد إلا أنه كان يحبني كجواد..
تماشيت مع القدر وأنا اخبىء سرّي عن زوجي ولكنه كان بارعاً في اكتشاف ملامحي الحزينة فطالما كان يسألني عن سبب ذلك الحزن ولطالما كنت اتهرب من أسئلته تلك..
مرت الشهور مسرعة وكنت في شهري التاسع من الحمل حين وصلتني رسالة نصية على هاتفي الجديد الذي أهداني إياه زوجي وكان مضمونها: افتقدتك كثيراً يا طفلتي المدللة..!
انتابني الخوف والقلق وأنا أقرأ تلك الرسالة حتى أني لم انتبه لدموعي المتساقطة إلا أن زوجي قد لاحظ تلك الدموع فأخذ مني الهاتف وقرأ رسالة جواد..
كان ذلك شجاري الأول مع زوجي ورغم كثرة الاتهامات والكلمات القاسية لم ابح بالسر الذي اخبئه..
كانت المرة الأولى التي ارى بها زوجي ياسر بتلك القسوة فقد ضربني عدة مرات من شدة غيرته.. وصدقاً كنت لا ألومه على غضبه وربما كنت استحق كل ما يحدث..
أخذ ياسر من هاتفي الرقم المرسل واتصل به واضعاً الشر بين عينيه وكم كنت ادعو أن لا يجيب جواد عليه حتى لا يمسه بسوء وهل يفنى الحب من القلوب الخائبة..
مونيا بنيو
منيرة
#يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق