الثلاثاء، 30 مايو 2023

الشعور بالجمال بقلم عمر أحمد العلوش

 الشعور بالجمال 


إن الجمال كما الأخلاق يستند إلى معايير ثابتة ويتطلع لقيم سامية ، وهذه القيم هي يقينية عند من يتمتعون بالوجدان السوي .


وإن الشعور الجمالي وتذوقه لا يتصف بالإلزام لصاحبه ، ولهذا نحن نتحرى ونسعى اليه ،  بعقل وقلب منفتح راغب للسمو والرفعة وتذوقه فرحاً داخلياً ولذة وحبوراً يجعلنا ننجذب إليه إنجداباً إرادياً راقياً ،  ليسمو بقيمنا ويطهرنا من سفاسف الأحاسيس ، ليجعل مشاعرنا تلامس مطلق الجمال حتى لوكانت بأعتابه التي تقودنا لطلب الإستزادة فالذي ذاق عرف ومن عرف اِغترف ، ومن إغترف لا يرويه إلا الجمال المطلق

بإشراقة نوره الذي يعم الكيان .


وهذا يجعل حنين الروح يلمس ذلك الجمال ملامسة تكاد تكون مدركة، بأدوات الإدراك الحسية فيصبح للجمال رؤية و رائحة وطعماً ونغماً وملمساً ولن أنتقل بقولي هنا لحاسة أخرى ، لأننا حينها نكون ننعم بالانجذاب الحق مع الروح البعيدة عن النفس في ضعتها .


إن من يتذوق الجمال الحق هو من يستطيع أن يرقب ذاته قبل التذوق وأثناءه وبعده إنه يعرف ويعي الجمال بكل مراحله ، فهو يستنهض الحنين والعواطف الوجدانية ليعي قيمة الجمال السامية ، وأبان وخلال التذوق يكون الشعور العميق واعياً بأن الجمال ماثلٌ يمنح التأمل . 


واخيراً يؤثر الجمال على متذوقه فيكون الشعور بالرضى والغبطة والفرح والطمأنينة والارتياح وتدفق السرور واللذة للروح .


ذلك أن متذوق الجمال الراقي يتميز بغنى عواطفه السامية وبنبل وجدانه ورهافة ضميره وقوة في إرادته للقيم الجمالية .

ختاماً إن الجمال هو ذلك العلم الرفيع القابع في ذواتنا والمطبوع في قلوبنا في صمت أهوائنا .


د . عمر أحمد العلوش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...