الجمعة، 5 مايو 2023

سأفِرّ هاربًا بقلم الفاتح محمد

سأفِرّ هاربًا 

سأفِرّ هاربًا منكَ يا بلادي
لأني لم أرى فيكَ
سوى الحرب والدّمار
ودماء الأبرياء تتدفّقُ
فِي كلُّ شبر 
من تُرابكَ كتدفق الماء
من المنحدراتِ العاليه 
فأنا أعلنتُ الفرار
من أصواتِ الرّصاص
ومن مجالس الحزنِ
والبكاء

سأفِرّ هاربًا يا وطنِي 
فلكَ رسالتِي الأخيره 
مختُومَة بحبر القصيد
وأناشيد النّضال
لكَ صندوق أحزانِي
ورسالة إعتذاري
لأنني فكرتُ فِي الرّحيل
فِي الهروب بعيدًا
عن مواطن اللقاء والعودة
إلى أحضانِ الحرب والدّمار
فلا شيءٌ يدعوني للبقاء 
تحت غمام القذائف 
كي لا أركض نحو المقبرة

سأفِرّ هاربًا 
من ضوضاء البشر
ومن الآعيب السّياسيين
سأفِرّ هاربًا بذاك الطّريق
بصحراء الجبال
سٱطارد السّراب
حتى لا يحقن الأرض
عمري وروحي

سأفِرّ هاربًا 
من ضجيج القذائف
بعيدًا عنكَ أيّها البلاد
 فلا خير فيكَ غير الأسف
ولعنة الحروب
أهدرنَا ملايين الأرواح 
من صلب ترابك فأصبحت جزءاً
لبلاد الغير
أهدرنا الطّاقات
 مشياً على الأقدام
أهدرنا الطّاقات في التّفكير
فِي جلسات الإتفاق
وجولات السّلام 
فزدنا الرّكام فوق الرّكام 

سأفِرّ هاربًا من إتّفاقياتِ
السّاسة ففي بلدي لا قيمة
لمن يحلم بوطن 
لا يحكمه الفاسد
فلا أمان هنا
فاللجوء هو أوضح دليل
عرفناه منذ فجر الإستقلال
ليومنا هذا

سأفِرّ هاربًا من بلادٍ
لم يعد بلادًا او موطناً
للشعوب للحالمين بمغامرة
جديده
للسّائعين بواقع أجمل
للرّاغبين فِي السّفر 
من مدينة لمدينة 
للسياح والمناضلين الأحرار
هذه البلاد أصابها اللعنة
فكم من مواطن مات 
وكم من إمرأة إغتصبت
ما زالت تتألم من قساوة
الحياة 
سأفِرّ هاربًا يا بلادي
فغدًا كلّنا سنفكر فِي الرّحيل 

    الفاتح محمد ___ السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ذُل الـعـــرب بقلم محمود غازي درويش

💠 💠 ذُل الـعـــرب 💠 💠 من يشتري شــر الـعـروبــة والـعـرب؟! من يشتري عُـهـر ديـوثٍ مُـغْـتَـصـب؟! من يشتري أصنامـاً لا تُـحـرك سـاكـنـا و...