أيتها الحياة أيها القلم
عندما يسكت الإحساس
يترك الحبر القلم
وكلما جنّ الحبر
انساب الوجع على سطح الورق
وتساقطت عبراتي في نفق أسود
وترّحلت أفكاري على حافة الإنتظار
وأصبح الصمت مقبرة الشوق
...لقد قُتلت الأحلام
في مهد الإنتظار العقيم
فيا قلمي ارسمني بالحروف
وزخرفها بكؤوس من الحنين
وارسلها مع نسمة روح معطّرة بالشوق
وداعب أيها القلم وجع الورق
واجعل الكلمات تبتسم
والحروف ترقص
والسطور تفتح ذراعيها
وتقبّل شفاه الورق
ويصرخ الشوق ويسابق الحنين
ويعطّر وجه الحياة بالأمل
...كم مرّة غازلتك أيها القلم
وفي عينيّ ألف دمعة ودمعة
وكم مرّة مسحت عن عيوني
المتألمة الدموع الحارقة
واكتفيت بالنظر إلى الأحلام
على وسادتي الخالية
إلّا من الحزن والدموع
...إنّني نادمة على كل شيء
مرّ في حياتي
نادمة على كل دمعة سقطت من عيوني
نادمة على طريقي الطويلة
التي مشيتها وحدي
وتعثرت بحجارتها
ووقفت وحيدة أتألم
لكنني تابعت المسير بين الأشواك
لأنّ الحياة لا تنتظر أحداً
ولا مفر من القدر المكتوب
...على شواطئك أيتها الحياة
حططت رحالي
وسأواصل ترحالي
ومع قلمي المقهور سأتوه
في بحرك متيّمة وحيدة وحزينة
...أيتها الحياة ...أيها القلم
لقد أسفت على زمان ليس لي وليس مني
فلا طابت به الأحلام
ولا جادت يدك عليّ بالأمان
لقد غرقت في بحر أوهامك
أيتها الحياة ولم أستطع النجاة
وقد تُبحر بي سفينتك إلى شواطئ
لا أرغب بها
ولا أحب أن أرسي عليها
ولكن قد تكون تلك الشواطئ قدري
وسيمضي العمر خريف بعد خريف
وترحل تلك الأوراق المتساقطة وتسافر مع الريح
وترتاح على أحجار ذلك الرصيف
نهيدة الدغل معوّض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق