✍️سليم بابللي
من الكامل
بان الهوى
بانَ الهوى من وُجهةٍ للناس
أقسى المتاعبِ شِدَّةً بقياس
و القلبُ يرشفُ من لذيذِ غرامِهِ
شهدَ الصبابةِ مُفعمَ الإحساس
يا نشوةً لمعت بطيفِ نوادلٍ
في ضفتيها ألهبت لحواسي
قبل الكؤوس و قبلَ ما صُبَّت بها
غزتِ الفؤادَ و ميَّلت للراس
ما نفع وجدٍ و الكؤوسُ مليئةٌ
والنفع يأتي بعد شُربِ الكاس
سمتِ السلافةُ بالنفوس و أيقظت
بالراسِ للوسواسِ و الخناسِ
لا شيئ يُغني عن بلوغِ عَنانِها
ما أقبلت وُرّادُها بالطاسِ
يحيا بهِ نَهدُ الفؤادِ و رَوْحِهِ
ويهيمُ عودٌ يائسٌ بيباسِ
لا تستقيمُ إلى النجاحِ قضيةٌ
إلا بجِدٍّ بعدَ طولِ مراسِ
وحسابُها للأمرِ غير حِسابِهم
في صيغة الأخماس و الأسداسِ
فترى صغيراً سائراً بطلاقَةٍ
وترى كبيراً في الطريقِ يُقاسي
أهلُ المحبةِ في نعيمِ ربيعهم
ومسيرةُ العُذّالِ للإِفلاسِ
مِنْ جفنةِ الأشعار قُم يا صاحبي
أنشد و زد من طَيِّبِ الأنفاسِ
ما خابَ سهمٌ للعيون برميها
ما وافقَ المقصودُ للأقواسِ
وإذا غزا في غفلةٍ قلباً هوى
ما قيمةُ الأقفالِ و الحراسِ
ما تفعلُ العينانِ في طَيِّ الدُّجى
إن هوجمت أجفانُها بنُعاسِ
تلكَ الأمورُ تَنَكَّرت لعقالِها
وتفلتت من ضجَّةِ الأجراسِ
هَدْيٌ تَرسَّخَ عادةً من بَعدِهم
عُرفاً غدا للناسِ مِنْ نبراسِ
فكذا الهوى في الدَّهرِ يفعلُ فعلهُ
ما دونَ ذلك شُبهةً بِلُباسِ
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق