الاثنين، 26 يونيو 2023

زخة المطر بقلم سليم عبدالله بابلي

 (( زَخَّةُ المَطَرِ ))

من البحر البسيط

✍️:سليم بابللي


دُنيايَ ذا مرَّةٍ غَنَّت على وَتَري

أَهدَت لنا مُنيةً في زَخَّةِ المَطَرِ


أَحيَتْ بِها زهرَةً طافَ اليباسُ بِها

والرَّوضُ طابَ الجنى و اخضَرَّ لي قَدَري


جادت بيومٍ لنا ما بَعْدَهُ كرَمٌ

جاءتْ بِإ شراقِها فيضاً من الصُّوَرِ


إشراقَةٌ يَخْتبي في طَرفِها حَذَرٌ

قادتْ إلى ساحِها في حيرةٍ حَذَري


مِنْ طَرْفِ سَهمٍ غَزا صوناً لغايَتِهِ

طَرْفي قَضى سَهمُهُ في رَميَةٍ وَطَري


مِنْ دونِ قَصدً لهُ نالتْ رسائِلُهُ

عَيْنَ المُنى للمُنى في طائِلِ النَّظَرِ


تِيهي أَيَا غادتي في مُهجَتي و اخلُدي

حوريَّةً أَقبلتْ في هيئةِ البشَرِ


حَسَّت بِقُربي كما حَسَّ الفُؤادُ بها

في قلبنا رؤيةً سبَّاقَةُ النَّظَرِ


كانت كما ظبيةً تمشي على عَجَلٍ

و اليومَ جاءت لنا تمشي على الإبَرِ


هل صابَها غَطرَفٌ أَمْ نابَها خَجَلٌ

تختالُ في مِشيةٍ قُدَّت من الكِبَرِ


هل كانَ في قَصدنا دَرْءاً من البلَلِ

أو خِشْيةً رَعدُه ينهالُ بالخَطَرِ


لَمّا أوينا إلى كَهفٍ يُظلِّلُنا

زانَ الهوى يومَنا في صُحبَةِ القمَرِ


بَردٌ طَغى أم هواً نالت مفاصِلُنا

بانَ الهوا فِعلُهُ في رَعشةِ الحجرِ


لا تَكتُمي ضِحكَةً ظمآنُ هَلَّتَها

عَلّي بِها أرتوي، عَلّي بِها و اجهري


لا يَرتوي خافقي من كأسِ صبوتِهِ

إلّا إذا جاوزَت أضلاعُها للأبهرِ


أحسستُ في خاطِري من قبلِ هَلّتِها

طيفاً مَضى لَمحَةً من نيزكٍ مُجبَرِ


فيهِ الجمالُ اصطفى عَرشاً لمملكةٍ

أنسامُهُ فِتنةٌ من بيرَقٍ أعطَرِ


لا يُستهانُ بمن أحيت مواقِدَنا

في ظَرْفِ أُمنِيَةٍ فاضت جنى الثَّمرِ


أو لَمسةٍ من يَدٍ قَضَّتْ مَضاجِعَنا

أَزكَتْ مفاتِنُها أُنشودةَ الخَدَرِ


بُركانُ قلبي و ما في قلبِهِ وَلَهٌ

نيرانُهُ أُشْعِلَتْ مِنْ أصغَرِ الشَّرَرِ


مِنْ رَفَّةٍ غِيلةً في سَهمِ بارِقَةٍ

في اللَّوحِ ذِكرٌ لها موصوفَةَ الخَطَرِ


يا عينُ إِنْ لاحَتِ الأَيَّامُ مُقبِلَةً

مِلءَ المُنى عِندَها في لَهفَةٍ إختَري


أيّانَما جاءَتِ الدُّنيا بِحَيْرتِها

كوني لها فِتنةً مِنْ دونِ أن تَخسَري


إنْ جاءَ طَرفٌ بِسيفِ الّلَومِ مَخصَمَةً

سيفُ الوئامِ الذي ما بيننا إختري


عَيْنٌ تَرى أمرَها مِنْ عينِ جودَتِهِ

و البعضُ مِنْ طَبعِها مالت إلى الأكثَرِ


كَم مِنْ يَدٍ خِلْتُها دِرعاً لِخاصِرَتي

كانت لها شوكةً في طيَّةِ المِئزر


كَم وردةً عِندما نالت محبَّتَنا

رَدَّت لنا ردَّها في طَعنةِ الخِنجَرِ


مهما يكُن أمرُ مَنْ تَحظى بِِصُحبتِهِ

ميزانَهُ نَظرةٌ للطّبعِ و البَرَرِ


حَظّي بِمحبوبةٍ من طبعِ فِطرَتِها

بَسّامَةٌ دائِماً في البُؤسِ و البَطَرِ


سليم عبدالله بابللي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الباراديغم والمنهج الإسلامي«(1)» بقلم علوي القاضي

«(1)»الباراديغم والمنهج الإسلامي«(1)» دراسة وتحليل : د/علوي القاضي. ... مصطلح الباراديغم باللاتينينة (Paradigma) بأنه (النموذج الفكري) أو (ا...