كحل أبيض
قبيل موسم التقاعد ، كبرت عليه مهنته في إيجاد من يعينه على مشقة الحياة الحادة في معيشتها !
صنعته قد اعتاد عليها منذُ أن خط شاربيه بلونهما الأسود الكذاب
شابت عليه منذُ الصغر و يداه تسرق ما تحط عليها أناملها الخفيفة والآن ما عادت تعينه ؛ لابد من اعيَن من يخلفني في مهنتي ، أشرف عليه وأعطيه خلاصة تجربتي !
خط بسرعة كحل العين إعلان مكتوب بالمقلوب
المكتب بحاجة إلى حرفي خفيف البديهية و سرعة اليد مطلوبة فيها !
مضى شهرين ولم يطرق بابه حد ينشد على تعين !
ما هي إلا يومان و رن جرس الباب دقتين اِثنتين، اثنان مِن المتقدمين واقفين.
قرأ سيرتهما الذاتية و أندهش مما سرداه عن يومياتهم الممضية في تدبير سبيل حياتهما ، أولهما سارق للأكفان والثاني سارقًا للقلوب !
هل أتقاعد و ذنوبي الخفيفة تغطسها ذنوبًا ثقيلة
نباش قبور ومحطم أفئدة .
بني ما يعجبك في مهنتك وأنت تسرق أكفنه الموتى مِن مرتديها!
سيدي هي بيضاء من غير ذنب وصاحبها لا يتكلم أو يعترض
؛ سرقتها سهلة جدا!
وأنت ما يلهمك في حرفتك
سيدي مجرد قلوب عذارى تفتح بابها لي من أول وهلة بدون استئذان ؛ لا باب أطرقه أو جرس أنذره!
لا أعرف ما أجيبكم ؛ فقد مضى العمر في رحاله، ختام أيامها دنت قطوفها ، ولا يسعني الانتظار أو الاختيار وما في الجسد من عزيمة ترجى ؛ كي أعيد حساباتي من جديد .
للقصة تتمه .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق