قارورة عطر 
من عادتي أطرق الباب قبل أن أدخل على بيت أي زبون أشرع في خدمته !
ركنت سيارتي أمام دارهم ؛ ما أن تأكدت من بيت الزبون ؛ بعدما لاحظت إحدى السيدات غادرت مرآب بسيرتها ولوحت لي إيذانًا لدخول البيت !
لم أطرق الباب ، بل فتحت ربعه ؛ جوبهت بتأنيب عنيف !
إليس عليك طرق الباب أولًا ؛ لربما لم أسمح لك بالدخل !
عذرًا ! ولكن السيدة آلتي خرجت قبل قليل سمحت لي بالدخول !
أي سيدة ! لا توجد امرأة هنا غيري !
صدقيني ، سيدة كبيرة في السن تقود سيارة بيضاء !
لربما إحدى الجيران ، لا عليك أدخل !
يا الهي ! هذه العادات ليست غريبة عني ، فلم أسمع مثلها طيلة عملي في بلاد الغرب ؛ ولكن غريبة أن أسمعها من سيدة امريكية !
ولكن ملامحها تشبه ملامح بلادنا ؛ لربما كشف ما يبهم سؤالي من جواب !
إنا فني الإتصالات جئت اركب هنا منظومة الإنترنت !
هل أنا زبونتك الأولى هذا اليوم ؟
لا ! لماذا ؟
لا شيء ، ولكن أحببت أن أعمل لك قهوة الصباح !
أنت ثالث زبون لدي لهذة اللحظة وبعدما انهي عملي هنا سأذهب إلى بيوت أخرى حسب جدول عملي لهذا اليوم ، ولكن لامانع لدي من احتساء القهوة ؛ فأنا أشربها في إي وقت !
يبدوا طعمها لذيذ ؛ فقد تحسست عبق بنها وهي عَلى النار تفور !
هل أنت عربية ؟ ملامحك تدل على أنك عربية ؛ ولكن لكنتك غربية وهذا ما يشوش بالي في معرفتك !
أسمي سميرة !
سميرة أسم عربي ! كيف حصلت عليه ؟
والدي من اليمن ! فقد جاء إلى هنا من قبل خمسة وعشرين عاما و أمي امريكية الأصل !
أعذرني لفضاضة لساني معاك حين دخلت !
لا أعرف شعوري منذ أن وقعت عيني على ملامحك ؛ كأنك واحد من أهلي !
بلاد أبوك جميلة ، أسمها اليمن السعيد ؛ الم تحاولي زيارتها !
حاول أبي اصطحابي ذات مرة ؛ ولكن والدتي رفضت ذلك ؛ لخوفها من أن يزوجني غصبًا عنها ؛ لأحد أقاربه في اليمن ؛ لذا لم تتح لي الفرصة لرؤية أهل والدي !
فقد اجبرتني والدتي على الزواج من أحد أقاربها !
وماذا كانت ردت فعل والدك ؟
أنفصل عن أمي وذهب بعيدًا عنا إلى مدينة نييورك !
ولكن كيف يتركك وأنت فتاة لوحدك هنا ؟
هذا قانون الغرب هنا ، كلمة الفصل لسيدة الدار ومن يجابهها ينل فقط تأنيب الضمير !
اتسمح أن أهديك قارورة العطر هذه ، لا أعرف كيف أعبر عن مشاعري تجاهك ؛ ولكن أحسست بدفء العائلة منذ أن دخلت علينا الدار .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق