عُرْسُ داري
وتقتحمُ المنايا عُرْسَ داري // فأفتعلُ الثَّباتَ ولا يُداري
فأفترشُ السوادَ كما الليالي // وألتحفُ الشجونَ بعمقِ ناري
فلا فَرِحَ العروسُ كما شبابٍ // تَرَى سُبلَ السعادةِ في الجُوارِ
ولا رجعَ الشبابُ إلى بيوتٍ // بذِكْرِ طقوسهمْ وهوى الصِّغارِ
ومِنْ عَبَقِ العطورِ يزيدُ حُزني // فأسعى للفرارِ إلى البراري
وكيفَ وظلمُهمْ قد دكَّ ظهري // فيستحيلُ الخروجُ بلا قرارِ
حصارُهمُ البئيس كما الأفاعي // لقتلِ رجالِ صدقٍ في الدِّيارِ
فريحُ الموتِ تفترسُ الثكالى // ويحضنُ من يَرقُّ ومن يُجاري
إن اقتحمَ الجنودُ ديارَ قومٍ // تربَّعتِ الهمومُ كما البوارِ
فلا حُرماتهمْ تحظى بوزنٍ // فتنبسطُ البيوتُ بلا جدارِ
ويعتقلُ الرجالَ ولا يبالي // بآلامِ القلوبِ وبالذراري
ويقتلُ لو يشاءُ بغيرِ عُذرٍ // فلا أممٌ تقومُ لردِّ ضاري
فجاري قد تضمخَ من جراحٍ // كوتْ بلظى دماها مَنْ يُماري
وأذهبتِ الشجونُ كلَّ بسمٍ // وفي جبلِ الكرامِ ترى شَراري
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق