الرّسالة الثّامنة عشر إلى ميلينا
المشاعر أنتِ و البصرْ
الحياة أنتِ و القدرْ
ميلينا
أغمضي عينيكِ
و اخلعي نعليكِ
قد آن موعد السّفرْ
فأنا أحبّ أن تسيري
حافية في أعماقي
من تحت قدميكِ
يتدفّق الحنان ينابيعا
حلوة المذاقِ
كم أحبّ أن تسدلي
جدائلك الذّهبيّة
سنابلا ممشوقَةَ الأعناق
و أن تغتسلي يا حوريّتي
في نهر أشواقي
ميلينا
أيّتها المشرقة
كشمس الرّبيع
الممتدّة كحقول الدُرّاق
كيف تطوين بكل بساطة
في الحبّ
سجلّ غزواتي
و تمحين تاريخا طويلا
من نزواتي
كيف أسقطت قلاع نرجسيّتي
فتطايرتْ كالوُرَيْقاتِ
كيف أذبتِ
صولجان العشق في يدي
كشمعة من غير احتراق
ميلينا
لو يعلم النّاس
ما أنتِ ، مَن أنتِ
لأنكروا تاريخ العشق بِرُمّتهِ
وعلى جدائلكِ مثلي
انتحر كلّ العشّاق
ميلينا
أغمضي عينيكِ
و اخلعي نعليكِ
كي تسافري في أوردتي
كالترياق
كيف أصفكِ أيّتها الرّائعة
فأنتِ ما بعد الشّذى طيبا
ما بعد العسل حلاوة المذاق
كيف أصفكِ لهفتي
و رجفة قلبي
حين يتوقّف نبضه
كلّما حلمتُ بروعة اللقاء
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق