الحلم الضائع
كلما خاصمت كلماتي نصحتها أن تهاجر كما غادر الأحباب قالت مادامت تملك القوة لتجميع الكلمات وتلونها بالألم والحب واصل لعلها تكون متنفس لأرواح أخرى ضاقت بها الدنيا بما رحبت
اشكركم من قلبي تدخلون البهجة التي غادرتني منذ عقود ولا أظن أني أعرف بدايتها فقط أيامي نسخة طبق الاصل ولا جديد فيها غير الوحدة والملل والتيه ومداعبة الحروف التي تبقى وفية لروحي بألاف الجراح والسنون
لا مبشر ولا سلطان ضاقت وفاضت الروح وكونت فقط صداقة مع الكلمات تكتب بجوع ولا تأمل في غد وهو في علم الغيب تصارع اليوم فقط بشراع مكسورة في بحر تلاطمت أمواجه مغدق يرحب بجثث من تبقى في هذا الوجود المنبعث من غيمة قاتمة لا بياض فيها غير ملح
طبيعتها وكأننا نسافر في حافلة رحلة صيفية ولكن طفرة التلج تحولها الى كابوس يختلط فيها الشعور واللاشعور
الوعي واللاوعي ويسبق الجنون اللوغوس ويداعب اللئيم فيه الوقت ليكتب قصة النجاح على رفات النبلاء وتجلس
الفيحاء على عروش الضغينة والملل المتسلل من نوافذ
النزيه الذي استسلم اخيرا دون مقاومة بقي وحيدا منبوذا
تائها على قارعة الحدود الوهمية وعلامات المرور المنقوشة بالذل والهوان وأرصفة النفايات الملون بكل رموز الهول وأساليب التلاعب والانبهار الإشعاعي وما صادف الفكر المهزوم منذ معاهدات أشر عليها المولع بالرقص والديماغوجية الفكرية والقابعون على النوادي الثقافية الخرافية المنتشرة في كل زاوية من حلم الوطن
بقلم : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق