قصة قصيرة
كان يحبها
بقلم : خالد القاضي
✨✨✨✨
لا تعرف السبب ولكنها تكثر عليه الطلبات لداعي ولغير داعي وتلح عليه الطلب بدون رحمة ...
كانت كثيرة الصياح في وجهه وإتهامه بالتقصير والتقاعس وعدم تلبية طلبات منزله وحاجاتها الخاصة ..رغم بذله المستحيل من أجلها وتوفير كل ما تطلبه دون قيد أو شرط ...هو يحبها جدًا ...لم يرفع صوته عليها أو يهينها أو يغضب منها ولا يحب فعل ذلك ... ويريد إرضاءها بشتى الطرق وبكل السبل ...ولكنها في قرارة نفسها تشعر بعدم ميلها إليه رغم أنها لا تكرهه ...و تنفر منه قدر المستطاع دون سبب معروف أو مقنع لديها ...كانت تشعر أنه ليس الزوج الذي تريده ...رغم أنه لم يكن يعيبه شيء ..بل هو رجلٌ نبيلًٌ جدًا ...
كانت تقول له كثيرًا :
- تبا لك ليت ربي يأخذني أو يأخذك .....لم أعد اطيق الحياة معك ...
فيعتري وجهه حزن شديد ،وألم مرير يستعر داخله ...ويشعر أن لا قيمة له في هذه الحياة ...ليس هناك من يحبه أو يتقبله حتى زوجته التي يحبها بجنون ..وحين يخلو إلى نفسه يبكي كثيرًا...
وفي ذلك اليوم الشؤوم صاحت في وجهه دون سبب يدعو إلى ذلك :
-أغرب عن وجهي أنا لا أحبك ..لا أحبك ...
وعلت وجهه صفرة مفاجئة ...وشحبت شفتيه ...شعر بأن الدنيا تدور به ...نهض من مكانه دون أن ينبس بكلمة واحدة وغادر المكان ...حينها شعرت أنها ارتكبت حماقة كبيرة في حق شخص عاشت معه فترة طويلة تحت سقف واحد ولم يجرح لها قلب أو يكسر لها خاطر أو يرفع في وجهها صوته أو يرد لها طلب ...شعرت في تلك اللحظة بقلبها ينبض بعنف ...شعرت بأن هناك شيء راكد تحرك داخل قلبها ...شيء اسمه (الحب ) ...ولكن الوقت قد فات أو كاد ، فقد غادر الرجل مهانًا مكسور القلب ...ستنهض لتناديه وتطلب منه العودة وتعتذر بين يديه باكية ...وتخبره أنها تحبه ..تحيه جدا ...و...
وقبل أن تتحرك من مكانها سمعت صوت صرير إطارات سيارة مرتفع ...جفلت وشعرت أن هناك مصيبة ما ...شعرت أن زوجها ...حبيبها في خطر ...قفزت إلى النافذة التي تطل على الشارع وهي ترتجف بشده ...وعينيها تدمعان بغزارة وبلا إرادة ...وحين أطلت من النافذة إتسعت عينيها برعب وهلع ...لقد كان زوجها فعلًا مسجي على الأرض أمام منزلهم مباشرة ، وتنزف منه الدماء من أماكن عدة في جسده ...وحوله تحلق عدد كبير من المارة ..وأصحاب السيارات التي توقفت بسبب الحادث وعلت أصوات أبواق السيارات البعيدة بسبب إنقطاع السير وهم لا يعلمون شيئا عن الحدث...كان الهرج والمرج يعم الشارع ،وسائق السيارة يصرخ بهستيريا ويريد أن يفهم الجميع أن الرجل خرح أمامه مباشرة بلا هدى من بين السيارات المركونه
وكأنه في عالم آخر:
-أقسم لكم أنه خرج فجأة أمامي وهو بلا إدراك أو تركيز أين وكيف يسير ..
وأصوات اخرى تصرخ :
-أسعفوا الرجل إلى المستشفى ..
وصوت آخر يصيح :
-لا داعي لذلك لقد مات ...جمجمته مشهمة تمامًا و....
ولم تسمع بقية كلامه فقد شعرت بشيء ينكسر داخل صدرها ..و بالأرض تميد بها والظلام يغشى عينيها وسقطت على الأرض بلا حراك .
*تمت*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق