بطالاتُ غزة
وتراكمتْ أَّنَّاتُنا في مَعْزِلِ // من عينِ حُرٍّ قد نما في الأجملِ
لا يرتضي غَزْلَ البناتِ ولُقمةً // تُبقى الحياةَ لواثقٍ بالأكملِ
في أرضِ غزَّةَ كلُّ شيءٍ ينتهي // من بسمةِ الأطفالِ حتى المِغزلِ
سادت بِطَالاتُ الشبابِ وأينعتْ // حتى تنادوا بالرَّحيلِ الأسهلِ
فالجامعاتُ تضخُّ من أبنائها // في كلِّ يومٍ منْ نحيلٍ أو علي
لا يملكونَ في عيونِ طموحهمْ // غيرَ الخرابِ وللسرابِ كموئلِ
قد يعملونَ بلا شروطٍ عَلَّهمْ // أن يظفروا من شُغلِهمْ بالمأكلِ
أينَ المواني والمصانعُ يا تُرى // أينَ المطارُ في حصارٍ الأنبلِ
إلا بصيصاً مِنْ جوارٍ يرتدي // لونَ الحنانِ وفي إطارٍ مُذهلِ
هو قطعةٌ فوق العذابِ لصامدٍ // يأبى الخضوعَ للخيارِ المُسبَلِ
بضعُ ليالٍ قد يبيتُ مُجللاً // تحتَ النجوم وبالغطاءِ المهملِ
حتى يسيرَ إلى فضاءٍ واسعٍ // فيرى الشعوبَ وكلَّ دربٍ يعتلي
في فرحةٍ في بهجةٍ مجنونةٍ // قد بات حُرَّاً مثلَ طيرٍ مُقْبِلِ
قد يصعدُ الأمواجَ في غيبوبةٍ // منْ عقلهِ الغالي لحتفِ المِرجَلِ
والعالمُ المفتونُ بالظلمِ الذي // يُبقي الحصارَ وموتَنا كالمِنجلِ
من غيرِ خوفٍ من حياءٍ فاضحٍ // أو من شعارٍ واضحٍ لم يَقْبَلِ
أو نصفِ مليارٍ منَ العُربِ التي // للمجدِ كانت سيداً لم يَذْبلِ
لكنَّ أقطابَ الهوى قد أجمعوا // أن يقتلوا فينا الإباءَ بمعولِ
أن يُركعوا تلك الأنوفِ لوهمهمْ // أن تسقطَ الراياتُ تحتَ الأرجلِ
لكننا بالعِزِّ نحيا واللظى // بالقتلِ أرضى والشهادةُ مقتلي
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق