الشَّعْبُ أَنْطَقَنِي صَدَى كَلِمَاتِي
وأَعَـــادَ فِي أَوْجِ الـعُـلَا نَـبَـرَاتِي
وأَسَالَ شِعْـرِي طَائِـعًا مُتَـوَدِّدًا
سَيْـلَ الـمِـيَـاهِ بِأَيْـسَـرِ الفَـلَـوَاتِ
سَأَلَتْ بَنَاتُ الشِّعْرِ نَفْسِيَ عِنْدَمَا
سَـمِعَتْ دَوِيَّ الحَقِّ فِي الظُّلُمَاتِ:
مَـاذَا أَصَـابَ الـقَـابِـعِينَ بِلَيْلِـهِمْ؟
مَا هَذِهِ الأَنْـوَارُ فِي العَـتَـمَاتِ؟
مَاذَا أَصَابَ السَّاكِنِينَ؟ فَرَدَّدُوا
لَـحْـنَ الـحَـيَـاةِ بِـعِـزَّةٍ وثَــبَـاتِ؟
مَا بَالُ هَذَا الـحُكْـمِ عَرَّجَ لِلثَّرَى؟
مَـا بَالُ هَذَا العِـزِّ عَانَـقَ ذَاتِي؟
فَـأَجَابَـهَا مِنْ دَاخِلِي رَجْعُ الوَفَا
حُـرَّ الكَلَامِ وهَادِئَ النَّبَضَاتِ:
قَـدْ آنَ لِـلَّـيْـلِ البَـهِـيـم زَوَالُـهُ
لِيَشِيعَ فَجْرُ الحَقِّ فِي الفَلَوَاتِ
قَدْ آنَ لِلْـقَـيْـدِ الشَّـدِيدِ بِـثِـقْـلِهِ
أَنْ يُسْـتَـزَالَ مُكَسَّرَ الـحَلَقَاتِ
لِيَقُومَ شَعْبُ الـمُخْلِصِينَ مُغَرِّدًا
مِـثْلَ الطُّيُورِ، مُسَرَّحَ النَّغَمَاتِ
قَـدْ آنَ للنَّـوْمِ العَـمِـيقِ جَـلَاؤُهُ
أَيْدِي سَبَأْ لَا رَاجِعَ الـخُطُوَاتِ.
قَـدْ آنَ لِلشَّوْكِ الـمُعَرَّصِ قَـلْـعُـهُ
فَأْسُ الـنِّضَالِ قَضَتْ عَلَى البَذَرَاتِ
قَدْ آنَ لِلْخُرْسِ انْـطِلَاقُ حَنَاجِرٍ
لِــيُـرَدِّدُوا: بُــعْـدًا لِـكُـلِّ طُـغَــاةِ.
قَدْ آبَ، بَعْدَ الصَّوْمِ، عِيدُكِ ضَاحِكًا
عِـيدُ الـعُـلَا، يَا تُـونِسَ الـبَـرَكَـاتِ...
قَدْ عَادَ، بَعْدَ القَحْطِ، زَرْعُكِ يَانِعًا
وجَرَتْ مِيَاهُكِ سَمْحَةَ الصَّفَحَاتِ
وأَتَـى رَبِـيعُ الشَّعْـبِ بَـعْدَ شِتَـائِهِ
مَأْتَى رَبِيعِ الدَّهْرِ فِي الفَـلَوَاتِ...
فَتَـكَاتَفُـوا وتَـعَاوَنُـوا وتَـوَحَّدُوا
وتَـجَـمَّـعُـوا قَصْدَ البِنَاءِ الذَّاتِي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق