( *الرجل وجاره للص*)
بقلم :*خالد القاضي*
✨✨✨✨
( *من السم يستخرج الترياق لعلاج السم نفسه* خالد)
كان هناك رجل ثري ينظر إلى جاره الفقير نظرة إزدراء وإحتقار لا لشيء إلا لأنه كان يعلم أنه لص ...رغم أنه لم يسرق منه أوعليه شيئا من قبل وحتى اللحظة ، إلا أنه علم من عدد من الأشخاص أنه لص يسرق من الناس أغراضهم ومواشيهم ويبيعها ، وكان يتسأل كيف (يجرؤ هذا الشخص على أن يطعم زوجته وأولاده حراما) ، ومرت بهم الأيام وهو يزداد كرها لجاره ونفورا منه حتى أنه لم يعد يرد عليه سلاما أو يقبل منه مصاحفة ، أو يعوده في مرض ، أو يسمح لزوجته بزيارة زوجة جاره ،أو لأولاده بأن يلعبوا مع أبناء ذلك اللص ، وفي مرة من المرات كان الثري إلى جوار بركة ماء كبيرة وعميقة يخاف الجميع الإقتراب منها ، وكان هناك بعض الإشاعات أنها مسكونة بالجن وأن من يسقط فيها يغرق ولا يمكن إنقاذه ، فغر الرجل منظر المياه النظيفة والجو الحار ، فقرر أن يغسل وجهه منها وما كاد يبدأ بذلك حتى انزلقت قدمه وسقط في البركة وأخذ يتخبط بجنون ويصيح لإنقاذه ، لأنه لم يكن يجيد السباحة، فلم يجرؤ أحد من المارة على القفز فيها لإنقاذه ،وبالمصادفة كان جاره اللص مارا من هناك ورأى الإحتشاد فسأل عن الأمر فأخبروه أن جاره الثري غرق للتو في تلك البركة، فرمى الرجل ما كان يحمله في يديه ، وخلع ملابسه بعجل وهلع وقفز نحو البركة حين علم أين مكان غرقه ، وغاص لحظات فيها قبل أن يصعد وهو يجر جاره ويخرجه من البركة ويطلب من المحتشدين مساعدته في إخراج المياه التي كان قد ابتلعها الثري ، وهكذا أنقذ جاره وأخذه إلى منزله والثري لا يكاد يصدق ما حدث ، وهو يتأمل جاره اللص ويقول لنفسه معاتبا(تبا لي من جار حقير لو كنت سألت هذا الرجل عن سبب امتهانه السرقة وحاولت مساعدته بالمال والنصح مادمت ثريا ليبتعد عن هذا الامر ويعيش عيشة نظيفة جيدة، ولكن أنانيتي وكبري جعلاني أحتقره وأبتعد عنه وأزدريه ، رغم أننا كلنا ذوي عيوب ، وهاهو ينقذني من الموت المحقق ولم يفعل أحد غيره ذلك رغم معاملتي السيئة له )
وقرر منذ تلك اللحظة مساعدة جاره بكل قوة واجتهاد، وقد فعل ونجح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق