الأربعاء، 26 يوليو 2023

حدائق الرحمن بقلم علاء العتابي

حدائق الرحمن

وروود قطفت وتقطف من حين إلى حين ومازالت براعم أغصانها تورد ، كلما عصر الزمان وضاقت الدنيا بما حولها مِن أنام .
يشم عبق أريجها كل من أضاع جادة الطريق ، يتزود منها على سبيل نجاة من ضعفت بصيرته وقلت حيلته !

تعرف من طلتها وروود من آمر رب العزة خالق الانام ، فألق الحبة والنواة .
بين رمل أسمر فاتح اللون و هواءٍ عاصف يحرق نظارة العين ، وقلة ماء على حين غفلة من الزمان ، تصارع الوروود !
تحيط الفراشات و النحل حولها ، تطوف بملكها ، ترفرف باجنحتها الصغيرة تخفف عنها حر الصحراء وتطرد ذرات الرمال الساخنة .
وردت … ووردت ، ومازالت تورد ، عبقها ينقل رسائل لمن يرد شم نسيم حدائق الرحمن .
مازالت نداءاته تصدح في أطراف الصحراء ، ولكن لا تصل أبعد من ذلك ؛ فقد حوصرت من جميل النواحي الاتجاهات ، كأنها تصوب حوله حلقة ، كماشة من الظلم والظلام 
تقترب أكثر وأكثر ؛ حتى أغلقت عليه جميع النوافذ ؛ بعدما قتلت الفراشات و النحل .
يصارع الظلم بالفكر وكلمة الحق ، ولكن ليس للظلم من آذان يسمع بها أو عقل يفرق بين الحق والباطل ، مسوخ قد مسخت من قبل !
دنت منه بمخالبها الشنيعة ، صبغتها الجريمة ، نيتها إطفاء نور الحق في خنق عنقها !
قطعوها وسقط رأسها على رمال الصحراء ، ذرات الرمل تذبل أوراقها !
رعد البرق خوفًا ….. صم الغيم اذانه ……حبس الهواء أنفاسه …….. سقط المطر غيضًا .

ذهب الجمع ، انكشفت الغمة عن نورًا يوهج صعودًا ونزولًا يورق أوراقها كأنه عمود من النور يتلي صحف مرتلة ؛ تؤرشف للتاريخ وتسجل ما حل ويحل على وروود الله من بدء الخليقة إلى الآن !
أخذتهما ملائكة الله ، وهبتها للرحمن ، وضعتها إلى جنب زهرة الحسن واعطتها لحبيب الله محمد .
وردة نظرة تسر الناظرين ؛،إنها زهرة الحسين .
يا صاح خَفِّفِ الْوَطْءَ في مشيك اجنحة فراشات تحت مرأى نظرك .

علاء العتابي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يارجال القدس بقلم معمر حميد الشرعبي

يارجال القدس عين على الحق لا يخفى على أحد من يطلب الحق في دنياه يكتسب الحق أولى بيانا دائما أبدا من يطلب الحق سامٍ سمتهُ رُتبُ فلتطلب الحق ص...