وروود قطفت وتقطف من حين إلى حين ومازالت براعم أغصانها تورد ، كلما عصر الزمان وضاقت الدنيا بما حولها مِن أنام .
يشم عبق أريجها كل من أضاع جادة الطريق ، يتزود منها على سبيل نجاة من ضعفت بصيرته وقلت حيلته !
تعرف من طلتها وروود من آمر رب العزة خالق الانام ، فألق الحبة والنواة .
بين رمل أسمر فاتح اللون و هواءٍ عاصف يحرق نظارة العين ، وقلة ماء على حين غفلة من الزمان ، تصارع الوروود !
تحيط الفراشات و النحل حولها ، تطوف بملكها ، ترفرف باجنحتها الصغيرة تخفف عنها حر الصحراء وتطرد ذرات الرمال الساخنة .
وردت … ووردت ، ومازالت تورد ، عبقها ينقل رسائل لمن يرد شم نسيم حدائق الرحمن .
مازالت نداءاته تصدح في أطراف الصحراء ، ولكن لا تصل أبعد من ذلك ؛ فقد حوصرت من جميل النواحي الاتجاهات ، كأنها تصوب حوله حلقة ، كماشة من الظلم والظلام
تقترب أكثر وأكثر ؛ حتى أغلقت عليه جميع النوافذ ؛ بعدما قتلت الفراشات و النحل .
يصارع الظلم بالفكر وكلمة الحق ، ولكن ليس للظلم من آذان يسمع بها أو عقل يفرق بين الحق والباطل ، مسوخ قد مسخت من قبل !
دنت منه بمخالبها الشنيعة ، صبغتها الجريمة ، نيتها إطفاء نور الحق في خنق عنقها !
قطعوها وسقط رأسها على رمال الصحراء ، ذرات الرمل تذبل أوراقها !
رعد البرق خوفًا ….. صم الغيم اذانه ……حبس الهواء أنفاسه …….. سقط المطر غيضًا .
ذهب الجمع ، انكشفت الغمة عن نورًا يوهج صعودًا ونزولًا يورق أوراقها كأنه عمود من النور يتلي صحف مرتلة ؛ تؤرشف للتاريخ وتسجل ما حل ويحل على وروود الله من بدء الخليقة إلى الآن !
أخذتهما ملائكة الله ، وهبتها للرحمن ، وضعتها إلى جنب زهرة الحسن واعطتها لحبيب الله محمد .
وردة نظرة تسر الناظرين ؛،إنها زهرة الحسين .
يا صاح خَفِّفِ الْوَطْءَ في مشيك اجنحة فراشات تحت مرأى نظرك .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق