السبت، 1 يوليو 2023

وليمة العيد بقلم علاء العتابي

 وليمة العيد 

فاته القطار ولم يتمكن بالإمساك بأخر عربة منه ألا في الخمسين من عمره!

ذهب إلى بيت خطيبته في ثاني أيام عيد الاضحى المبارك ، تفاجأ بهدوء الجميع وسكون حركاتهم ، يبدو إنهم واجهوا شيءٍ كبير ؛ فعرف بعد حين والد خطيبته ، أي عمه المستقبلي وهو رجلًا كبيرة في العمر ، ودائما يفقد الأشياء آلتي يستعملها من بين يديه ،  ولا بعرف أين قد ضيعها !

 

كانت طلته عليهم وقت الغذاء ولا يعرف أن كان عندهم احتفال أو مهرجان صباحًا ؛ فقد  كانوا يبحثون فيه عن غرض ما لعمه قد فقده !

ولكنه لا يعرف به البتة 

؛ لان حال دخوله عندهم وجد عمه قد غلبه النعاس ، فقد نحب كثيرًا ، ولم يهدأ ؛ حتى اعطي حبة نوم مهدئة  !


كان جائع جدًا أمعائه تقرصه من شدة الجوع !

سئلتهم ماذا أعددتم للغداء هذا اليوم ؟

جميعهم قالوا بنبرة واحدة غدائنا ( باچة ) أي لحم رأس الخروف !


جلسوا جميعًا حول المائدة والصمت يعم المكان

وضعو لكل شخص طبق من ( الباچة )

طبقه احتوى على نصف رأس الخروف مع قليل مِن الأمعاء 


من عادته يبدا بتناول أمعاء الخروف وبعدها يستلم رأس الخروف عهده ؛ فيفصل جميع اجزاءه 


استلم نصف الفك العلوي من  ( الباچة )  يلعق به ويتلذذ بشرب ماءً التشريب الذي ينسال من بين أسنانه من كل جهة لكونها لذيذة  طعمها حامض ومالح !

نشدهم آن يسقوه كأس من اللبن البارد كي يتخلص من ملوحة ( الباچة ) فقد أطبقت على معدته !


جميعهم صرخوا بابا : 

 وجدناه … وجدنا .. وجدنا !


ماهو الذي وجدتموه ؟


قالوا طقم أسنان والدنا الذي فقه اليوم الصبح ونحن نطبخ ( الباچة )

توقف عن الأكل لا يعرف هل يكمله ام يلقيه من يده 

قالت له عمته :

أكمل فقد أصعدت عمك في آخر قطار قبل ان تفوته عرباته .


علاء العتابي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...