أحاسيس :مصطفى الحاج حسين.
وصرخت الحجارةُ الصَّماءُ :
- آلمني ثِقَلُ خطاكَ
يا عجوزَ الأشواقِ
فلا تعبُرْ للطّرفِ المتفحِّمِ
هناكَ ستجدُ دَمَكَ مُلقىً
منْ نضارةِ وردِهِ
فاذهبْ
إلى مجاهيلِ الدّروبِ
وابحثْ عنْ قبرٍ
تواري فيه صهيلَ ذكرياتِك
هنا لا يحيا إلّا الميّتونَ
ولا يتكاثرُ سوى المَخصيّين
ولا يرفرفُ غيرُ أعلامِ
المذلّةِ والهوانِ
قرأت أسوارَ ما في عينيكَ
من أحلامٍ صلبةٍ
وما في قلبِِكَ من أغانٍ
متوثّبةٍ
وما يسكنُ خطاكَ المهدّمة
من صهيلٍ ماطرٍ بالتّحدي
لا وطنَ لكَ في ربوعِ أوطانِكَ
لا نسمة واحدة تفتحُ لكَ
أزرارَها
هذا الوطنُ شُطِبَ اسمُكَ منه
أسقطَ عن روحِكَ جنسيّتَها
سلَّمَ أوراقَكَ لمُفتي العدمِ
وهناك سيصفّقُ خلفَكَ القرفُ
ويحضنُكَ، فكُّ التّعجرفِ
ومخالبُ العنصريَّةِ
فلا تقتربْ منْ أبوابي
حتّى إنْ جئتَني
محشوّاً في كفن .
مصطفى الحاج حسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق