معصرة الألم
سألته:
مابك ناصل الألوان
كالحلم الشّارد المتمرّد في سهاد
تفرغ المتاعب في جعبة
شط فارغ ؟
ردّ متبرّما
لم يعد شيء يؤلمني
لم يعد شيء يقلقني
أشحتُ بوجهي بعيداً
بعيداً
كنست روحي
نظّفتها
لم أعد أضاجع الماضي
لأحبل منه
لم يعد الملح يلسع
جرحي
لم يعد الشّبح يطارد
فراشاتي
لم تعد الطّيور مشرّدة
في سمائي
تتقاذفها فلوات الرّيّاح
ها هي دقات قلبي
تخفت
كنت أخشى أن تسمع
من شدّة العنف
من شدّة الخفق
معصرة الألم فيها
شديدة الوطأة
صرت أجلس إلى البوابة
الّتي يعبر منها كلّ المزيّفين
كلّ المنافقين
أراهم يغتسلون في بركتهم
بميّاهها القذرة
كم هو جميل أن تراهم،
وهم يبتكرون لأنفسهم
أدواراً
ترغّب النّاس لمشاهدتهم
والتّصفيق لهم
كم هو جميل أن نستمتع
بحقائقهم
كأنّنا نستمدّ منهم علاجاً
نافعا ضدّ الكٱبة
ضدّ الضّجر
ضدّ المجهول
صرخة موجعة
سمعتها فجأة
جعلت الدّم ينسحب
من جسدي
أترجّى قدوم الإعصار
الألم استولى ثانيّة
على قلبي
جعله ثقيلاً كما الجبل
يفزع من جرعة الخزيّ
بقلمي / زهرة بن عزوز
البلد/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق