طال وجدي
اشتقتُ أنْ أحيا كأشتاتِ الأممْ // حرَّاً طليقاً في دياري أبتسِمْ
أجري كظبيٍ رائقٍ يبغي العُلا // من غيرِ خوفٍ جائرٍ أو منْ ألمْ
أو كالطيورِ وفي فضائي حلَّقتْ // أو غرَّدتْ بين الحقولِ وفي شممْ
أو كالنسائمِ والفراشاتِ التي // هامتْ بزهرٍ ماتعٍ كم ينسجِمْ
أمضي كنبعٍ أو كنهرٍ ترتوي // منهُ الحياةُ ببهجةٍ لا تنعدِمْ
أنمو كعُشبٍ أخضرٍ متألِّقٍ // يصفو الوجودُ لجنَّةٍ مثلِ العَلمْ
قد طالَ وجدي والمآقي أُذبِلَتْ // في غُربتي مثل الطَّريدِ المُتَّهمْ
ترنو إليَّ عيونُهمْ مأزومةً // من ظنِّها القتَّالِ تجري كالنِّقمْ
فأنامُ أصحو في عذابٍ دائمٍ // من غيرِ وَعدٍ للفؤادِ المُحْتَدِمْ
كابوسُ يرهقني فكم أبغي صباحاً // مُشرِقاً يطفي جروحي والسَّقمْ
في كلِّ يومٍ أستفيقُ مصاحباً // للدَّمِّ والأشلاءِ والموتِ الأعمْ
والأرض تُنهبُ والمعالي والسَّنا // والقدسُ واللحنُ المعافى والأهمْ
لكنَّني ما زلتُ أعرفُ قبلتي // وطريقَ آبائي وأبطالِ الهِممْ
وهويَّتي وقضيَّتي وجحافلاً // تُحيي الوعودَ الواثقاتِ وتقتحِمْ
فالوعدُ بالنصرِ أتى ومُظَفَّراً // في نورِنا هذا الكتابِ المحترمْ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق