ــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أيُّها اللَّيلُ الطَّويلُ كسَرمَدِ ...
اِرحَل بصُبحٍ قد تَضَرَّجَ مَرقَدي
سُهدًا وشَوكًا من غِيابِ أحِبَّتي ...
عَنِّي فَلَستُ أميزُ يَومي من غَدي
أكثَرتَ من وَخزي كأنَّكَ سِدرَةٌ ...
ورَمَت بشَوكٍ في العَجاجِ الأَربَدِ
قد غابَ في صِغَري أبي وأُمَيمَتي ...
غابَت على كِبَري فأظلَمَ مَعبَدي
غابَ الذي بالعَطفِ والتِّحنانِ عا ...
شَ مَعي بِدايَةَ نَشأتي في سُؤدَدِ
هَيهاتَ يَحيَا الاِبنُ دونَ أُبُوَّةٍ ...
ويُعَزُّ جانِبُهُ بعَيشٍ أَرغَدِ
فحَياتُهُ مَقرونَةٌ بحَياةِ وا ...
لِدِهِ وأُمِّهِ، فَهْيَ مِرآةُ الْغَدِ
وسَعادَتي بأبي وأُمِّي في الوُجو ...
دِ مَعي وفيهِ أنا بخَيرٍ أُسعَدِ
عِشتُ السَّعادَةَ كلَّها بوَجودِهِ ...
ما كنتُ أدري ما المَعيشُ وما الرَّدِي
صَحوٌ ونَومٌ مُقبِلٌ مع مُدبِرٍ ...
كعُبابِ بَحرٍ هائِجٍ لم يَرقُدِ
لا زِلتُ أذكُرُ لَيلَةَ استِعدادِهِ ...
لِيَزورَ بَيتَ اللهِ حينَ المَوعِدِ
أوصى حُضورًا إخوَتي برِعايَةٍ ...
لثَلاثَةِ الصِّغَرِ الحِمى في المَقصِدِ
ولنا أبٌ والأُمُّ واحِدَةُ الضَّنى ...
والعَيشُ عَيشٌ في الحِمى بالأمجَدِ
حَجًّا لبَكَّةَ قاصِدًا مُتَشَوِّقًا ...
لـ"مُحَمَّدٍ" وصِحابِهِ في المَرقَدِ
بَعدَ الفَراغِ منَ المَناسِكِ كُلِّها ...
جاءَ المَنى باليُتمِ يَقصِدُ فَرقَدي
فأزالَ ضوءَهُ من حَياتي آخِذًا ...
بَصَري ودونَ بَصيرَتي من مَشهَدي
لي مائَةٌ وثلاثَةٌ مع عَشرَةٍ ...
عَيشُ الشهورِ هِزَبرٌ مع فُرهُدِ
أعوامُ ذِكرى لا ولن أنسى التَّفا ...
صيلَ الصغيرَةَ والكبيرَةَ مَورِدي
بَعدَ الوَصِيَّةِ في أسىً عِشتُ السِّنيـ ...
نَ والسَّوطُ في ظَهري دَمى وإلى غَدِ
آثارُهُ مَوشومَةٌ وإلى الثَّرى ...
تَبقى بلا مَحوٍ ولَمسٍ باليَدِ
لا شَيءَ إلَّا من رِضاعَةِ قَطرَةٍ ...
ما كُنتُ أدري نَفعَها من مُرمِدِ
لو كُنتُ أعلَمُ حِينَها لَمَنَعتُ نَفـ ...
سي لَثمَها واختَرتُ مَوتي مُسعِدي
خَمسونَ بل سِتُّونَ عامًا في حَيا ...
تي دونَ راحٍ دونَ لَمِّ مُبَدَّدِ
آثارُ سَوطٍ من أخي والصِّهرُ من ...
خَلفِ السِّتارَةِ ضِرسُهُ بالمَشهَدِ
والآخَرينَ كأنَّ أمري لا يَهُمْـ ...
مُهُمُ إذِ انشَغَلوا بجَمعِ مُنى نَدِ
خَمسونَ بل سِتُّونَ عامًا ما سَعى ...
أحَدٌ لنُصحي والإشاعَةُ مُرشِدي
بَينَ الأُناسِ إذا حَكى عن سِيرَتي ...
كم، كم وكم.. لكِنَّهُ لم يَرشُدِ
هِيَ ذي الوَّصِيَّةُ طُبِّقَت من إخوَتي ...
بوَكالَةٍ، سَوطٌ وسَوَّاطُ اليَدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد بن بوڨرة جعيجع من الجزائر ـ التاسعة ليلًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق