لما كلُ شيءٍ باتَ منطفئ الضياء؟
اختفت روعة كلُ شيءٍ.. يا زمان
ماعاد يجذبني نداء الأصدقاء
ماعاد يعنيني ارتفاع الشمس في قلب السماء
ماعاد يأسرُني بريقَ النجم يشعشعُ في المساء
ماعدتُ أرنو للتألقِ والبهاء
ماعادَ يغريني البقاء
ماعدتْ أهتم حتى باوقات الدواء
ماتَ بي الشغف القديم
مات الحماس الذي كان يجعلُني أحلقُ عاليا
وانتهى عهد الطموح
ماعدتُ أملكُ أيُّ حُلمٍ
لا جديدٍ
ولا حتى باليا
ماعدتُ اقدر أن اسافر في خيالي
نحو مملكة الربيع
عندما يأتي على صدري الشتاء
ماعدتُ أقدرُ أن أُترجمَ
مفردات الموت
إلى لغة البقاء
مشوشٌ فكري أنا
مشوشٌ ولا جوابَ عندي لكلِ مايبدأ بكيفٍ أو لِما؟
مشوشٌ ولا عدتٌ أقدر أن أُميزَ الأضداد عن أضدادها
ماعدتُ أقدر أن أميز الأشكال عن ألوانها
أن أُميز الوجهات عن أبوابها
بتُ أخلطُ بينَ ذاكَ وذا وذا
بتُ أخلطُ بينَ ماحولي وحولي من الأشياء
الجمادات والكائناتُ الأحياء
حتى أنني ماعدتُ أدري من الآخير (الإبتدأُ أم الانتهاء)؟
مشوشة ولا عدتُ أدري..
ماعدتُ أُقدر أن أُميزَ أو أُفرق
أقولُ عنهُ أبيضٌ
ويقولون كلا، فلا لونَ للماء
أقولُ عنها فراشةٌ
ويردونَ بل هي وردةٌ حمراء
أقولُ أننا في الصباحْ
ويردونَ بل في آخرِ ساعات المساء
ماعدتُ أبصرُ في الحياة ذاك البريق
ملئي شتاتٌ وانطفاء
مستنزفه روحي أنا
مستنزفة ولا عدتُ أقدرُ أن أُقاوم
ولا عدتُ أقدرُ أن أُساوم
ولا عدتُ أقدرُ أن أُزاحم
ولا عدتُ أقوى أن أُراهن أنَّ في عُمري هناء
ماعادَ بي شيءٌ يقول بأنني في شيء أرغبُ أو أشاء
كأنني في آخرِ التسعين
كأنني في أرذل الأعمارْ
عجوزٌ ركيكةٌ شمطاء
لاشيء يُبهجني وكل مافي الكون
يرفضني ازدراء
لاشيء مألوفٌ لدي
لاشيء يمنحني الدَفَء
لا الأماكن ولا الوجوه ولا الاسماء
وكلُ أيامي جفاءٌ في جفاءْ
الناس حولي يمرحون
يدبُ في اوصالهم شغفَ الحياةِ معَ الدماء
وأنا أُحدق في ذهول كُلي ذبولٌ وانطفاءْ
الناس حولي يضحكون
اعمارهم فيها الهناءْ
وأنا بعيداً أنزوي كي لايروا فيَّ البكاء
وأنا بعيداً أنطوي كي لايروا فيَّ الخواء
وأظلُ وحدي في الفراغ
في باحةِ الحزنِ الدفين
أسقي جروحي بالدموع بين المواجع والعناء
وأظلُ وحدي في انطواء
بين الرتابةِ والبلاء
لا رغبةً عندي ولا حتى لباقي العمر
عندي رجاء
_خولة أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق