الكلمات ذرات روحية تسابق الزمن وتكون بردا وسلاما على قلوب تتعامل معها كفن تتلقفها بريشة عالم آثار وهو يمسح غبار الماضي عن قطعة أثرية بها يسد الفواصل الزمنية التي عجز المؤرخ عن ربط الأحداث التاريخية لكثرة الثغرات التي تملي عليه الضرورة التاريخية سدها تحتاج الى هدوء وروية وبعض من التحضر والرومنسية وفهم الإنسان دون النظر إلى إليه من زاوية الأفكار المسبقة التي نبنيها عن بعضنا البعض من خلال كلمة سمعت عنه وبعضنا لا يلتقي مع غيره لعقد من الزمن او عقود ويبقى متمسكا بتلك الأفكار التي عفى عنه الزمان والتغير وحركية التاريخ كمثال فقط لا يدرك كم من كتاب قرأ أو يطرح السؤال على نفسه ماذا فعل في هذا الغياب الكل يتغير إما إلى الأحسن أو الأسود إنها تغيرات تحدث مثلها مثل التطورات البيولوجية نضج أو تهور إلخ ...
لنعود إلى صلب موصوعنا ألا وهو الكلمات
في البدء كانت الكلمة التي أسست الوجود (قلنا اهبطوا) بها تكون الخلق وسار في طريق التعلم البحث عن الحياة وسبل إشباع الرغبات البيولوجيا ثم النظر في الموت وكيفية التعامل معها كضرورة أيضا كيف فكر القاتل في دفن الضحية
الى ان وصل الى مفهوم الإستقرار بعد ترحال دام فترات من الزمن لم يتوقف العقل عن إيجاد وسائل العيش والحفاظ عن إستمرار نسله كل هذه الصور تبعث فينا التساؤل الطبيعي لماذا نعيش في هذه الحياة تقول لقد أجاب القرآن عن شرعية السؤال وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون....
لكن لماذا لم يكتف المسلم عن التساؤل ألم يكفه النص الديني وكيف نستطيع إقناع غير المسلم بذلك ؟
تبقى الكلمة أيضا رصاصة في قلوب أخرى تبحث عن الرياء
وزرع الفتنة في المسالمين وإحداث الفوضى من خلال نشر الإشاعة والقلاقل بين الناس وقد تكون سببا في نزاعات وحروب كحرب داحس والغبراء إستعمار سببه تافه والتاريخ تغمره حوادث جمة من هذا القبيل ولا يتسع الظرف والحدث هنا وعندما نتناول الكلمة نبحث عن مدلولها إنها الكلمة المنطقية والعلمية التي تبنى بها الحضارة لا تلك التي يتسلق بعا ضعاف الروح من أجل جاه أو منصب لا يحتويهم كم نلاحظ من ضعاف النفوس وهي تتسلق دون أثر يذكر بل إسهاماتهم في تراجع والتخلف واضحة للعيان ولا يحاسبهم أحد بل يستمرون في إتلاف مقومات التحضر ويفسدون فرص الأجيال القادمة دون وازع ديني أو حضاري كل تقدم تبنيه الكلمة الصادقة والإستشراف العام السائد .
ماذا يتقصنا كمجتمع عربي من آليات للخروج من الرداءة المتفشية فينا ؟
كم نحتاج من قرون للخروج نهائيا من هذا المستوى المخزي ؟
اولا علينا تشخيص العلل التي استفحلت فينا ؟
ثم تجميع فرضيات من مشارب مختلفة لنحقق الإتفاق اولا
على الإقتناع بالتغيير الذي ننشده كأمة تتدافع فيها الإصلاحات الحقيقية وليست تلك التي تنزل للإستهلاك المحلي والضرفي والدعائي .
ثانيا تمريرها الى الواقع بمتابعة دقيقة لا مضيعة للوقت الذي يتطلب منا إعتباره محرك الحضارة دون نسيان أهمية الإنسان لقاعدة حضارية تفرض الإهتمام وإعطاء كل ذي حق حقه في المساهمة من قبل الجميع كثقافة مشتركة يبنيها الإعلام وكل وسائل الإتصال بعيد عن ثقافة الزردة والفلكور .......
الواضح هو تراجع الإهتمام نحن أمام زحف ثقافة الصندويتش مؤقتة وقاتلة للإبداع تتلقى وتستهلك دون أن تب`ى رأيها سلبا أو إيجابا معضلة ما نواجهه كأمة ولا نقرأ ما يكتبه الآخر عنا وكيف أصبح بعضهم يتحدى الكل ويتأكد من عجز الشعوب العربية والإسلامية عن الرد كما قال رئيس حكومة السويد مؤخرا عند حرق القرآن الكريم من قبل المواطن العراقي أيام العيد الأضحى حتى أصبح الإفتزاز يختار له الزمن .
وهو بذلك يعبر عن مستوى الذل والمهانة التي وصلنا إليها ونحن نملك كل مقومات الدفاع عن كرامتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق