ما أصعب أن تمتزج ضحكتنا بالدمع ، لم نعد قادرين على ممارسة فعل الضحك بتلقائية الفرح ، ذلك أن للفرح مقومات
وجدانية إفتقدناها .
نحن نمثل أننا نضحك ، ونمثل فعل الفرح
،نحن ركن مهجور ومغارة مدفون بها ركام مواجع وخذلان.
قدأصبحنا لانعيش الحياة بل أصبحنا نمارس فعل الحياة لأن الحياة أصبحت بلا طعم ولارائحة ولامذاق .
نعم ، الإنسان بدون ألم وبدون معاناة وحزن إنسان متبلد الأحاسيس والمشاعر فاقداً كثيراً من إنسانيته .
كما وأن تكون حياته آلآم وعذابات وأحزان وأغنيةحزينة فهذا لايطاق ولايحتمل ،حاملاً أحزانك معك إينما حللت ، حكايات آلام وقصص معاناته ، ضجيج ذلك الحزن يكاد يقتل ، ويفقد الإستقرار النفسي والوجداني والإنساني ولاتشعر بوجودك وكينونتك ، فلا راحة بال ولاساعة صفاء ولانسمة تشفي صدراً متعباً .
المشاعر الفوضوية تقتلنا. لو إستسلمنا لهذه الحالة السلبية ودفنا أنفسنا تحت جراحنا وعذاباتنا فهل ستستمر الحياة وتستقيم ، بالطبع لا .
فالروح تعشق الانطلاق من قيدها في الجسد وتُحلق بجمالها عندما تسبح بالأفق الفسيح وتشتحم رائحة الحنين لذلك المكان الذي انسلخت عنه .
تعال معي الآن لشرفة وإطلالة على بحر من سندس أمامك وفنجان قهوة بحرارة الشوق ولسعة نشوة هادئة تعانق جسدك وصوت ام كلثوم يصدح وهي تحلم :
(بقى يقول لى وأنا أقول له وخلصنا الكلام كله
يقول لي: قلبي بيودك.. أقــــــول لــه: قلبي أنا أكتر
يقول لي: اد إيه حبك؟ أقـــول له: فوق ما تتصور
وأقول له: خايف لتنساني.. يقول لي: مستحيل اقدر)
صوت يعانق ذلك الأفق حتى السماء ،هذا ما يجعل الروح في هدوء وسلام والساعة تعانق كل هذا الجمال الآن إذن يجب أن ننظر للجميل من حياتنا ونُعمل الإرادة الإبجابية ونخرج من أحزاننا وآلامنا وسلبيتنا للإنطلاق نحو الأمام وإلا سنبقى في القاع نضحك كالبكاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق