تتسارع الأيام لننهي المرحلة الثانوية بإمتياز بما فيها من بديات الألفة والتفاهم لطبيعة تفكيرنا البسيط الذي يطابق حياتنا البدوية التي تعلمنا القناعة في كل شيء في ثيابنا العادية التي لا تخضع للماركات العالمية وفي أكلنا الذي يفر من تعقيدات الحياة نتبادل رسائل الغرام بحياء مرة بوضعها في درج المحفظة وأخرى في لوازم الرياضة التي تفرض علينا
نشد الرحال إلى الجامعة ننبهر بمستوى الحياة وانماط حضارية راقبة لا نستوعبها بسرعة ومجال للحرية ليس لعا حدود غير تلك الصور من الطابوهات والأوامر من الأهل
والبيئة التي عشنا فيها .
تحاول إبتسام تجاوز ما تعلمناه بالثورة على الاعراف لكنها تصدم بميراث أحمله يمنع حتى التجوال على شاطىء وهران
ولا تصح الصحبة إلا زيارة المكتبة المركزية او ما يعرف بالكاتدرائبة وحضور جلسات الروائية ربيعة جلطي والدكتور آمين الزاوي وهي مكابس توقيف ثورة إبتسام
وهي تقول لي : أه من صنم لا يتحطم بسرعة
اقول لها : انا صخرة تتكسر على ظهرها الرداءة
تعود إلى رشدها ولا تجد إجابة على كلماتي
نعود في يوم ما لنتذكر ما أنجزناه .......
ماذا تقول ؟ لا شيء سيدتي
تبالغ في الإحترام ترد علي ولكنها لا تعرف أني أكلم القمر ليلا
ليخبرها اني احبها
تمضي السنوات ونكمل الدراسة ويحين موعد العودة إلى الديار بثقافة لا تصلح لموطننا الأصلي .
كانت تستوقفني الواجهات لأراجع تاريخ التصحر والغبار
وضجيج الجرار والعمال الموسمين ......
نلتحق بمناصب العمل تم تعين إبتسام بإحدى القرى النائية
وتستمر المعاناة بطريق غير معبد وكلاب مشردة وغياب الإنارة الريفية وصعوبة النقل تتذكر ابتسام حافلة الطلاب
واليوم تحمل عصا لتخويف الكلاب ....
كنت انتقلت الى مقر الولاية وانا بالمكتب أراجع بعض برامج العمل وبقي لي من الوقت ما جعلني أريد كتابة قصة عن فتاة
تعيش مأساة سحبت ورقة بيضاء وأخذت القلم لأرسم مخطط القصة توقفت اوصالي وتسارعت نبضات قلبي قلت :
هل هي لحظات الموت زارني في هذا اليوم لم تستطع روحي تحمل ثقل الألم الذي إلتحفني وما هي إلا لحظات تحركت اناملي تكتب قصة ولا أعرف كيف تخليت عن مخططها
ولم انتبه إلا وأنا أقول كيف تموت المعلمة بحادث مرور
كان منتصف النهار يدخل رئيس العمل وهو يكلمني ويقول :
ألم تسمع كم دقيت الباب ؟
قلت له بقي خاتمة القصة
أي قصة وقت الفطور
أعطيته الورقة قال: ماذا أفعل بها ؟
بعد إلحاح مني تناول الورقة وقرأ القصة
وخرجنا الى مطعم بسيط لم أطلب أي شيء كالعادة
استرسل في الكلام متعجبا مابك اخي ؟
لم أجب عليه بكلمة
تناول فطوره وعدنا الى المكتب دون كلام تعجب والتحق بمكتبه .
فتحت المكتب وأسرعت الى فتح الصفحة
صدمت وأنأ اقرأ
سمير يعلن وفاة إبتسام بحادث مرور
توقف الزمن عندي ومن أحسن الصدف يعود اخي مروان ليطمئن علي كلمني فلم يجد عندي قوة لأحرك لساني
ما استطعت فعله هو تقديم هاتفي له
لم يتمالك وبكي قبلي فقط لأنه قرأ القصة وقدم له الواقع
حقيقة القصة لم يؤمن واخرجني من المكتب وأركبني سيارته ولما وصلنا وجدنا خيمة العزاء ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق