بقلم جليلة فريدي
ولسكون الليل ألف حكاية وحكاية
عالم مظلم هادىء يحمل بين ثناياه خبايا وأسرار ..
أعظم حكاية
حكاية ناسك متعبد ترك مضجعه وأخذ سبحته واتجه إلى القبلة في صلاة خاشعة يناجي ربه ويتضرع وهذه أعظم حكاية بين الخالق ومخلوقه...
وهناك من جعله هذا السكون يتفكر في ملكوت الله وعظم آياته ونعمه..
وهناك من ينخر جسده المرض وحرمه الألم لذة النوم..
وهناك من فتح دولاب الذكريات فبكى حرقة على صور ومواقف محفورة على جدران ذاكرته..
وهناك من أضناه الشوق للوطن والأهل والأصدقاء. أرهقه التسكع في دروب الغربة من أجل الدراسة أو لقمة العيش الكريم..
وهناك من أرغمه سكون الليل على النوم على صدر الحنين ولوعة الشوق ليدغدغ ملامح وجه كئيب ويوقظ نبض قلب خافت الخفقان..
وهناك من التحف عباءة الليل وعين الأرق والسهد شاخصة ترعى القمر وتعد النجوم ..
وهناك من اختنق بالصمت ليطلق العنان لحديث الروح ..
وهناك من يشعر بالوحدة ويخاف من ظلمة الزمان والمكان..
وهناك من يفكر في حبيب فرقت بينهما الحياة من المستحيل أن يراه يوما .
وهناك من ينتظر رسالة من شخص أرهقه بالتجاهل والإهمال ..
وهناك من يموت ألف مرة في غياهب السجون إما ظلما أو حسرة وندامة ..
وهناك من مزق قلبه فراق حبيب كان له نعم السند .
وهناك من جافاه النوم من ضنك الحياة وتكاثر الديون وقهر الزمان ..
وهناك من ترتق جراحها من ألم الغدر والهجر والحرمان..
هناك من انكوى من لظى الانتظار ولوعة الغياب ..
وهناك قلوب لم يغسل وجعها دموع ولا آهات من صدإ الخيبات والخذلان
وهناك من أخذ قلمه ليروي حكايته من محبرة نزف قلبه وآهاته وتنهداته
فظلام الظلم أشد قسوة من ظلمة الليل الذي سيترك رماده ليشعل نور فجر جديد ..
بقلم جليلة فريدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق