ـــــــــــــــــــــــ
4ـ الكلمة الطيبة
كم من كلمات تظل راشقة في الذاكرة سواءً كانت جارحة وحارقة أو ذات الشق الثاني مبهجة باقية، ومغروسة بالروح لا تمحوها لحظات عابرة فالكلمة دواء يشفي العليل، وترياق بلا طبيب وتسكن القلب الشريد..
لذلك حثنا ديننا على مراعاة أثر الكلمة على النفس، ولا نجرح قلبًا بأذيته بالكسر..
"وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا" "وَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً"
فالكلمات صدر الحسنات أجل ذكر الله بلسانٍ ينطق بالذكر يفيض علينا الكثير من النعم ،وخير الجزاء في الدارين والشكر والثناء لمن له ملك الأرض والسماء..
فالكلمات دواء يشفي الداء، شفاء بلا شقاء كجبر الخواطر، حث الطالب على الاجتهاد، واِنتشال من يعاني الإحباط... فالكلمة تأسر القلوب ، وتمحو الضغينة فهي كصدقة للرحمن
"الكلمة الطيبة صدقة"..
كم من زوج غاضب هدأت عواصفه بكلمة ربت على كتفه بلمسةٍ حنونة ، وكم من كلمات رقيقة عذبة بما تحمله من الامتنان يسمعها الزوج لزوجته شعرت فيها بالمودة، والمحبة نزعت أي خلاف وعلت بها حد السماء، وكما أن هناك كلمات مثل رصاصة أطلقت، ورشقت بالقلب وأصابت ونزفت وخيبت آمال، وغرست في النفوس من الهموم جبالًا..
«ألَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرعُهَا فِي السَّمَاء تُؤتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّهَا وَيَضرِبُ اللّهُ الأَمثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ»
وهنا المولى جل جلاله وعلا شأنه يوصل لنا المعنى الذهني بشيء ملموس وهو تشبيه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وأصلها ثابت وراسخ العمل الصالح للمؤمن، العمل الصالح الطيب، والكلمة الطيبة تصل إلى السماء ويرفع بها درجات كالشجرة الطيبة تسر الناظرين، وتعطي الثمار الطيبة، ونستظل بظلها يا الله كل ذلك تشبيه للكلمة الطيبة..
و على النقيض تمامًا الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة مثل الحنظل لا أصلا ثابتا ، ولا عملًا نافعًا صاعدًا ، ولا محبة من الخالق والمخلوق، وينفر منها الجميع..
لذلك احمل في جيبك آيات الله تسعد ، وفي قلبك الكلمة الحسنة التي تعمل على الترابط، وتسرُ السامع ،وتزرع العمل اليافع الذي يطرح الثمار الطيبة ، وتصعد بالعمل الصالح الذي يرضي الله ، واِعمل بها ترتقِ ، وساعد على اِنتشارها تجز بخير الجزاء في الدنيا والآخرة..
ونختم بقول المولى عز وجل..
"فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا"
وقول رسولنا الكريم ﷺ..
"اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"
ونختم بقول المولى جل في علاه..
"فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق